Advertise here

سمير الصباغ مناضل جديد يترجّل.. رفيق كمال جنبلاط ومعتنق العروبة وفلسطين

30 كانون الثاني 2021 13:12:00 - آخر تحديث: 30 كانون الثاني 2021 16:16:24

قامة أخرى ترحل في هذا الزمن الصعب، زمنٌ يترجّل فيه الكبار عن صهوة النضال تاركين إرثاً كبيراً وتاريخاً حافلاً ثمّة من يريد أن يمحوه من ذاكرة الناس ومن صفحات التاريخ. لكن تاريخاً كتبه سمير الصباغ، إلى جانب كبار ممن عاصرهم ورافقهم في دروب العمل الوطني والعربي الشاق، لن تقوى عليه كل محاولات الإلغاء. 

سمير الصباغ، العريق في حب فلسطين، كما في حب لبنان والعروبة والحرية، ورفيق درب كمال جنبلاط، وصاحب الربط بين مبادئه وأهدافه النضالية من أجل القضية الفلسطينية وما آلت اليه أوضاع هذا الزمن، كان كتب في ذكرى المعلم الشهيد هذه الكلمات: "مهما قلت فيه فإن ذلك لا يسمو عن اعتناقه وانسجامه بفلسطين، في وقتٍ باعتها الانظمة العربية وبقي كمال جنبلاط مستمراً وحيداً فيها حتى يوم مقتله.. لقد شكّل بقامته الكبيرة نقطة استعصاء لكل من حاول وقرّر تصفية قضيتها في الخارج ولبنان فاقتضت إزاحته من الوجود.. وفي هذا المجال فإن كمال جنبلاط كان الضحية الأولى لما يسمى بصفقة القرن".

 

سمير الصبّاغ رحل تاركاً مسيرة طويلة من العمل النضالي والوطني، معتنقاً فلسطين قضيته الأولى كما القضايا التحررية في العالم العربي.

الأستاذ الجامعي والأكاديمي، كان بدأ نضاله في صفوف الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط ومحسن ابراهيم وجورج حاوي، وإلى جانب ياسر عرفات، وباقة من مناضلي ذلك الزمن الجميل، يوم كان للعمل السياسي المعنى الأسمى والأرقى.

تبوّأ العديد من المواقع القيادية في تلك المرحلة، فكان عضو المجلس السياسي المركزي للحركة الوطنية، ومن الوجوه الوطنية البارزة. ثم استمر الصبّاغ كواحد من أبرز وجوه العمل الوطني، وانخرط في صفوف حركة "المرابطون"، وتدرج في صفوفها من عضو في لجنتها التنفيذي الى نائب للرئيس، وكان متمايزاً على الدوام في تقديم الموقف في قالبه الصحيح ملتزماً جانب الحق ولو على تباين مع بعض رفاقه. وقد ترك لاحقا حركة المرابطون،  ليؤسس حركة سياسية جديدة، فكانت رابطة العروبة والتقدم التي بقي رئيسها حتى رحيله، عاملا لأجل القيم التي نشأ عليها وناضل لأجلها، ومن أجل بيروت ولبنان والعروبة. وقد حافظ على علاقته مع قادة العمل الوطني وفي طليعتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان على تواصل دائم معه.

في وداع المناضلين نستعيد تضحياتهم كما مواقفهم، وقد كان سمير الصباغ جريئاً في هذه المواقف، فما أحوج بيروت اليوم إلى أصحاب المواقف والعمل المباشر وأصحاب الإيمان بقضايا أهلها وبانتمائهم الوطني، وما أحوج لبنان إلى أصحاب المنفتح لا المذهبي، وإلى صنّاع القرار الوطني وقد باتوا قلّة القلة في هذه الأيام العجاف.

رحم الله سمير الصباغ.