Advertise here

عماد أبو عجرم... بين الريشة والألوان

26 كانون الثاني 2021 16:05:00 - آخر تحديث: 26 كانون الثاني 2021 17:22:21

بعد غيابك لأربعينَ يوماً، ما زال طيفك وصوتك يرافقنا، فاشتاقت لك لوحاتك وريشتك، وما أروع ضربات هذه الريشة كما يقالُ بلغة الفن والرسم، وما أصدق تعابيرها. حررت الورق من خيطانه المتشابكةِ المرتبطةِ بعقدٍ تشبه النفس البشرية، مزجت الألوان الأساسية الأزرق السماوي والأحمر الأرجواني والأصفر البرتقالي فكونت ألواناً ثانويةً لعبت ضاحكة باسمة على أرجوحة "باليتَتِك" القديمة التي تفوح منها رائحة الزيت والتربنتين.

غارت هذه الألوانُ من لونِك البنفسجي المفضل المتصدر القائمة فامتزجت مع الماءِ وتعانقت عناقاً أبدياً شكّل لوحة "اكوارالية" تمجدت بتوقيع اسمك الخالد.

غيرت هذه الريشةُ العابرةُ للأجيالِ واقع وطنٍ مريرٍ تتنافس عليه الغايات والأحقاد زُرعت فيه الطائفية والكيدية.. فلم يتوقف قلمُك عن رسم مستقبلٍ واعدٍ حالمٍ ارتدت فيه ألوانك أجمل حُللها، فجاءت مترصعةً بشفافيتها حاملة مصداقيتها لتكون سفيرةً للسلامِ العالمي.

بين خبايا هذا الكون وأسراره، سيحلقُ طائرَ الفينيق متحدياً الصعاب، مندفعاً للتجدد، يبثُ الحياة من رماد الحريق ليبقَ رمزاً للنور والحرية.

*مهندسة وأستاذة جامعية

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".