تتداول وسائل الاعلام معلومات عن دواء Mectizan على أنه فعّال جداً في علاج مرضى كورونا وأن نتائجه سريعة، الا أن هذا الدواء غير متوافر في الصيدليات اللبنانية ما دفع ببعض الأطباء الى طلبه من الخارج رغم تكلفته الزهيدة، في حين حوّله بعض السماسرة الى مادة للتجارة في السوق السوداء  بأسعار خيالية، فما رأي الطب بهذا الدواء؟

الأخصائي في الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية الدكتور صلاح زين الدين، أشار في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى ان هذا الدواء أثبت فعاليته في المختبرات، وانه مفيد جداً لمواجهة وباء كورونا وذلك منذ ثمانية أشهر في استراليا، لكن الجرعة المطلوبة كانت 10 مرات مما يتحمله جسم الانسان، ومن جديد حصلت محاولات لاستعماله بجرعات مخفضة وهناك بوادر تقول أنه مفيد، لكن لم تثبت بعد علمياً بشكل قاطع.

واضاف: "بدأ استعمال هذا الدواء على مستوى معين ببعض الدول لكن بمبادرات فردية، وليس ضمن بروتوكولات علمية واضحة بعد لانه لم يثبت فعاليته".

ولفت زين الدين الى ان الاعراض الجانبية لهذا الدواء خفيفة جداً ويفضل استعماله لانه لا يضرّ، ولا يوجد معلومات اضافية حتى الآن عن هذا الدواء.

وبانتظار وصول اللقاح وتطور اكتشاف العلاجات من الفيروس، شدد زين الدين على ضرورة التباعد الاجتماعي واستعمال الكمامة بشكل ملزم للحد من انتشار كورونا، طالبا من المواطنين مساعدة بعضهم وان يكون هناك تفاهم مع الاطباء والاجهزة الطبية على من يمكن ان يتلقى العلاج في منزله والحاجات المعينة الممكن تأمينها وعدم الدخول الى المستشفى لان المستشفيات وصلت لمرحلة لم يعد بامكانها استقبال جميع المرضى، وضرورة ان تكون الاسرّة مخصصة فقط للذين هم بحاجة فعلاً الى العلاج.

وتمنى زين الدين على المواطنين عدم شراء أدوية وأجهزة أوكسجين وتخزينها في المنازل احتياطاً لانها بذلك تحرم أشخاصا آخرين هم بحاجة فعلاً لتلك الادوية والمعدات لان من يحتاج لهذه المستلزمات يجب أن يجدها.

أبو شامي

من جهته، أوضح دكتور الامراض التنفسية ربيع أبو شامي ان الدواء المذكور بدأ الحديث عنه في شهر أيار الماضي وذلك عبر مقال نشر في استراليا ويقول بأن هذا الدواء أثّر على الفيروس في أنابيب الاختبار وقضى عليه، لكن آلية العمل لهذا الدواء لم تدرس بشكل كاف لذلك لم يُرخّص من قبل وكالة الدواء الاميركية لاستخدامه.

واضاف: "هذا الدواء يستخدم في علاج الطفيليات والقمل والجرب وهو يستخدم بشكل كبير في افريقيا حيث انتشار هذه الامراض وهو دواء آمن حيث ان عوارضه الجانبية خفيفة نسبياً مقارنة مع غيره من الادوية، لكنه لم يحصل على ترخيص".

ولفت الى ان بعض السلطات المسؤولة عن سلامة الادوية بدأت تقول الان ان هذا الدواء من الممكن ان يأخذه مريض كورونا لكنه غير مؤكد، في حين انه في السابق كان يمنع تناوله، طبعاً هذا الدواء بحاجة لدرسات أكثر عنه لتأكيد فعاليته.

وتابع: "في لبنان هناك فوضى عارمة، وفي الازمات يخرج ذئاب السوق السوداء، وبدأ هذا الدواء يباع في السوق السوداء، وبدأ يستخدمه بعض المرضى ونحن نحذر من هذا الامر، وذلك على قاعدة عدم أخذ المريض أي دواء لم يتم التأكد من فعاليته بعد، فهذا الدواء يتم بيعه اليوم في لبنان عبر الانترنت وبالسوق السوداء دون استشارة طبيب وهذا مكمن الخطر، واليوم نحن بانتظار الدراسات الدقيقة على فعالية الدواء، وسلامته على المرضى، ونتأمل ان يكون لديه نتيجة فعالة لمساعدة المرضى، فالدرسات لا تزال غير كافية لنقدم رأياً علمياً لكن الآمال كبيرة على هذا الدواء".

وختم ابو شامي داعياً المواطنين الى الوقاية لانها تبقى الطريقة الوحيدة المضمونة فالحجر والتباعد والكمامة وغسل اليدين هي الوسائل التي تحمي الجميع.