إن القدرة على العيش لأيام وأسابيع بدون طعام تبدو مستحيلة بالنسبة للكثيرين منا. لكن ما يحصل أن الجسم يقوم بإعاة ضبط نفسه على معايير تمثيل جديدة لتجنّب إلحاق الضرر بالأعضاء والعمليات الحيوية المهمة.
يستغرق الجسم حوالي ثماني ساعات من الجوع قبل أن يُغيّر من طريقة عمله. في ظل الظروف العادية، يقوم الجسم بتحويل الطعام بعد عملية هضمه إلى جلوكوز، ويُخزّن الجلوكوز كمصدر للطاقة في الجسم. وعند انقطاع الطعام عن جسم الإنسان مدة 8 – 12 ساعة، يبدأ الجسم باستهلاك مخزون الجلوكوز لديه من الكبد والعضلات.
بعد نفاذ مخزون الجلوكوز، يبدأ جسمك باستهلاك الأحماض الأمينية لتوفير الطاقة. هذه العملية تستمر لمدة ثلاثة أيام خلال المجاعة وستؤثّر بشكل كبير على عضلاتك. ولمنع فقدات الكتلة العضلية المفرط، يبدأ الجسم بالاعتماد على مخازن الدهون عبر استهلاكها وينتج عن ذلك الأجسام الكيتونية، وهي عملية تُعرف باسم “الكيتوزية”. في هذا الوقت، سيُواجه الجسم خسارة كبيرة بالوزن، وسيتحمّل الجسم الجوع لفترة طويلة نسبيًا.
وبناء على ذلك يخطط أحد محبي الرياضة العنيفة، الروسي أوليغ ريزانوف، أن يعيش من دون طعام أو شراب لمدة سنة بمساعدة الطاقة.
وقال ريزانوف: "نحن محاطون بالطاقة، وعادة ما نحصل على الطاقة من الطعام لكن هناك آليات تسمح لنا بامتصاص الطاقة دون وساطة الطعام"، بحسب ما نقلته صحيفة "مير" الروسية.
وتابع قائلا "إنه يعمل على تعديل وراثي للجسم من أجل الخوض في الاختبار الجديد". وأضاف "تعلمت العمل مع العقل الباطني. ومهمتي هي تحقيق الشباب الدائم والقدرة على تجديد الخلايا بسرعة كبيرة، وبمعنى آخر بلوغ الحياة الأبدية".
وعانى ريزانوف البالغ من العمر 22 عاما من الشلل، وبدأ خلال السنوات الماضية بتجربة علاجات البرد عندما لم يستطع الأطباء استعادة صحته بالكامل، فغطس في الماء المثلج ودفن نفسه عاريا في الثلج وقفز بالمظلة مرتديا السراويل فقط في الطقس البارد.