Advertise here

مخاوف لبنانيّة من تفاوض أميركي - إيراني مُقبل

16 كانون الثاني 2021 09:09:53

تتفاوت التحليلات بالنسبة الى ما ستكون عليه سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن حيال لبنان والمنطقة. إلاّ أنّ الثابت، وفقاً لمصادر دبلوماسية، حتى الآن أمران أساسيان هما: 

أولاً: من المبكر لأوانه التأكد من الخطوط العامة للسياسة الخارجية الاميركية وما إذا ستقايض واشنطن حول الملف اللبناني أم لا. ويلزم وقت للإدارة للبدء باتخاذ خطوات في هذا المجال.
ثانياً: إنّ المقاربة التي ستعتمدها الإدارة الجديدة حيال الحوار مع ايران، لن تكون هذه المرة الاتفاق النووي فقط، على غرار ما قام به الرئيس السابق باراك أوباما. حتماً ستكون هناك مقاربة جديدة. وستكون كل الملفات  في الوضع مع ايران مطروحة على الطاولة. أمّا اذا قبلت ايران بذلك أو لم تقبل، فهذه مسألة أخرى كما أنه من المؤكد، أن بايدن على عجلة من أمره، وهو قام بكل التعيينات قبل تسلمه مهمته رسمياً في العشرين من الشهر الجاري. ويلزم فقط وضع سياسة وخطة معينة.

وتضع المصادر ما يحصل في كل من الولايات المتحدة وإيران في إطار إعادة التموضع قبل بلورة السياسة أو الخطة الجديدة للتعامل مع إيران، التي تقول إن لا عودة للإتفاق النووي من دون إزالة العقوبات عليها. وواشنطن تقول إنه لا عودة إلى بحث الاتفاق النووي، من دون بحث الدور الإيراني في المنطقة. 

وتؤكد المصادر أن الإدارة الأميركية الجديدة لن تكمل في المسار ذاته من العقوبات، إلا أن الأمر لن يصل إلى حد ارتياح إيران وحلفائها في المنطقة، سيّما "حزب الله" على وضعهم، لأن الإرتياح مبالغ فيه، ولن تحصل الأمور هكذا بكل بساطة.

وأفادت المصادر أنه عندما كانت هناك مفاوضات حول الاتفاق النووي، فإن الطرفين الاميركي والإيراني كانا مُصرَّين على ألا يناقشا قضايا المنطقة. وأصرّ آنذاك أوباما على التوصل الى الاتفاق النووي من أجل إيقاف العمل لوصول إيران الى القنبلة الذرية، وإيران كانت مصرّة من خلال الإتفاق على رفع العقوبات الدولية عنها.
هناك تجربة سابقة مع إيران في الحوار، جعلت كلّاً من الخليج وإسرائيل يلومان واشنطن على أنه كان يجب التطرق الى نفوذ إيران الذي تعاظم من خلال حصولها على الاموال التي كانت مجمدة في الخارج كنتيجة لتوقيع الاتفاق.

حالياً، ولدى بدء الحوار الأميركي مع إيران، سيتم البحث بدورها في المنطقة. والخطة الأميركية يجب أن توضح مكان هذا الدور، هل في لبنان، أو اليمن أو سوريا، أو العراق أو كلها مجتمعة، وكيف؟ وهل سيكون هناك طرح شامل لحلحلة العقد، أم أن هذه الحلحلة ستكون على مراحل؟

والسؤال المطروح: هل رفع السقف الإيراني حول رفض الحوار بالقول لسنا على عجلة للعودة الى الاتفاق ورفع العقوبات، وهم بدأوا بالتخصيب 20 في المئة، هل ذلك من قبيل تقوية الموقع قبل التفاوض، أم أن إيران فعلياً ستستمر بالتخصيب؟ المفاوضات السابقة حول النووي، كانت تتجنب البحث في المنطقة، وأخذت منحى تقنيّاً تناول قدرة إيران على إنتاج القنبلة النووية، وعززت إيران نفوذها في المنطقة مستخدمة أموالها المُفرج عنها.

في التفاوض المرتقب،  تقول المصادر إنه مثلما هو مطلوب من إيران أن تتنازل، فإن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة قد يتنازل أيضاً في المقابل. هذه النقطة بالتحديد تُخيف لبنان من أن يحصل تفاهم بين الطرفين على حسابه. المصادر العليمة بالديبلوماسية الإيرانية تقول إن ايران تسأل لماذا تتخلى هي عن دورها في المنطقة من دون مقابل؟ وهل ستقوم الولايات المتحدة بإعطائها مكتسبات ما في المقابل، هذا اذا قبلت التفاوض. وأين سيتم إعطاؤها هذه المكتسبات: في اليمن، ليس وارداً ذلك لأن السعودية لا تقبل. وفي العراق الأميركيون موجودون. يبقى لبنان وسوريا. في سوريا الروس موجودون والوضع هناك معقد. أما في لبنان، فهناك تخوف وقلق من هذا الحوار، وليس هناك من جهة دولية موجودة، ولا أحد يعرف ما اذا السلطة ستكون جاهزة في هذا المجال، لمنع أي شيء على حساب لبنان.

الأمور لن تكون "أبيض أو أسود". وفي التفاوض هناك ضغوط، لكن أيضاً إغراءات للتوصل الى التفاهمات المطلوبة. ومن المهم معرفة ما اذا ستكون لفريق جو بايدن التطلعات نفسها مثل الرئيس أم لا. كان هناك تفاوت في وجهات النظر بين أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون حول التعامل مع الوضع السوري ودعم المعارضة. ولم يكن أوباما يريد إزعاج إيران ولم يتدخل في المسألة السورية، من أجل إنجاز الاتفاق النووي على الرغم من أن فريق إدارته كان يريد شيئاً آخر.