Advertise here

باسيل يبتزّ حزب الله رفضا للحريري... وجبهة معارضة مسيحية على خط بكركي

14 كانون الثاني 2021 15:40:14

في مؤتمره الصحافي يوم الأحد، أعلن رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل أن ورقة التفاهم بين تياره وحزب الله تخضع لنقاش جديد، وهي ستكون قابلة للتعديل وإدخال تغييرات على مضمونها. لم يكن كلام باسيل أمراً عادياً أو تفصيلياً، بل إن التلويح بإعادة النظر بالعلاقة والتحالف مع حزب الله ورقة إبتزاز يستخدمها عند حاجته السياسية لكسب دعم الحزب. الهدف هو وضع حزب الله أمام خيار من إثنين، إما أن يبقى خلفه وداعماً له في مواجهة الرئيس سعد الحريري وكل القوى الأخرى، أو أنه سيتراجع عن التفاهم، وبالتالي يذهب إلى خيارات سياسية جديدة. 

وإلى جانب هذا الهدف الأساسي، يرسل باسيل من خلال موقفه هذا إشارة إلى القوى الخارجية بأنه جاهز لإعادة النظر في التحالف مع حزب الله.

لجأ باسيل إلى هذا الموقف بعد معلومات وصلته من قبل حزب الله بأنه لا يزال يفضل سعد الحريري لرئاسة الحكومة، ولا يريد تكرار تجربة حكومة حسان دياب، ولا ترك رئيس الجمهورية أن يرسم التوازنات السياسية في البلد كما يريد لأن ذلك سيؤدي إلى مشاكل سياسية لا يبدو الحزب جاهزاً لها أو مستعداً لتشريع أبوابها. والهجوم العنيف الذي شنه باسيل على الحريري واستكمل بفيديو الرئيس عون، كان الهدف منه قطع الطريق على أية محاولة يقوم بها حزب الله لإقناع عون بالموافقة على تشكيلة الحريري الحكومية.

عون لا يريد الحريري رئيساً للحكومة بأي شكل من الأشكال، وهو قد بلّغ هذا الموقف مجدداً لكل من التقاه، يقبل بعودة الحريري بشرط واحد من إثنين، إما أن يعود جبران باسيل وزيراً، وإما أن ينال الثلث المعطل والوزارات الأساسية التي يطالب بها وخصوصاً وزارات الطاقة والعدل والداخلية.

 
موقف باسيل قرأته جهات مسيحية بأنه يبدي الإستعداد للتنازل والإطاحة بالدستور، وبالمناصفة ولو في سبيل المثالثة أو أي صيغة جديدة والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي مقابل أن يؤمن مستقبله السياسي في رئاسة الجمهورية، هذا الأمر كان له انعكاس كبير على الساحة المسيحية، إذ تكشف المعلومات أن إتصالات كثيرة قد شهدتها الأوساط المسيحية لضرورة الخروج بمواقف معارضة لما يقدم عليه عون وباسيل، ويتم الحديث في بعض الأوساط عن ضرورة التحرك باتجاه بكركي، وتشكيل جبهة سياسية مسيحية معارضة لممارسات عون لانها ممارسات ستطيح بما تبقى للمسيحيين في الدولة. 

وهنا تشير المعلومات إلى أن البطريرك الراعي يحمل رئيس الجمهورية وصهره مسؤولية تدهور الأوضاع إلى هذا الحد بدون إتخاذ موقف جدي وحقيقي لوقف مسار الإنهيار والعمل على إيجاد صيغة تعيد الإنتظام إلى المؤسسات.