Advertise here

باسيل القابع في زمن ما قبل الطائف يفضح لعبته.. لا حكومة إلا بشروطي

11 كانون الثاني 2021 12:08:00

ما خرج رئيس التيار الوطني الحرّ إلا كمعارض سياسي وصل لتوه من منفاه. وكأنه آت من ماض بعيد أراد تعريف الناس على نفسه، كأنه غريب. إلا أن غرابته كانت بعيدة عن الواقع المعاش، متناسياً أنه كان أحد أبرز صانعيه ولا يزال منذ العرقلة المشهودة إلى التسوية التي زادت في طمعه فيمعن في التعطيل سعياً وراء كسب المزيد من المطامع والمطامح.

تحدث باسيل وكأنه في لحظة عودة عمّه من منفاه، وكأنه لم يكن في السلطة منذ خمسة عشر سنة، معطلاً، مشترطاً معرقلاً، وحاكماً في عهد ضرب كل الثوابت السياسية والدستورية والإقتصادية والإجتماعية والمالية والكهربائية.

اختصاصه الكهربائي ينحصر في كهربة أجواء اللبنانيين، وإضفاء الزيت فوق نار الفقر والجوع والعوز والإنهيار، لكأن اللبنانيين لا ينقصهم إلا استحضار الكلام الطائفي وتغليفه بقالب سياسي يكرس منطق التفريق بدلاً من الكلام الحسن سعياً إلى الجمع واستجماع القوى الموحدة بحثاً عن مخرج من أتون أضرمت نيران التشظي الطائفي والمذهبي فيه عمداً، وناره تستكمل التهام ما تبقى من تعايش قابل للإستمرار في هذا البلد.

هو الفنّان في مناقضة نفسه، يتحدث عن الوحدة الوطنية، فيمعن في تكريس الإنقسام ضمن لعبة المزايدة المسيحية، واستحضار شعارات لم يعد لها أثر، يتحدث عن الدولة المركزية وتقويته، وهو صاحب مشروع اللامركزيات الموسعة مالياً وإدارياً وهي لا تقود لغير الفدرلة أو التقسيم. يتحدث عن ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، فإذ به يطالب بتغيير كل القواعد والأسس التي تتشكل بناء عليها الحكومات، يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بطرح توسيع الحكومة وزيادة عدد وزرائها، وبإعادة الحديث عن إلغاء المداورة في الحقائب والوزارات، يتهم الآخرين بانهم يريدون العودة إلى ما قبل العام 2005، فيما هو لا يزال قابعاً في زمن الحرب وما قبل إتفاق الطائف الذي أوقف الدم والعدّ. هو لا يعرف غير العدّ، ولو كان ذلك دافعاً لتحطيم الدستور في لحظة مفصلية لا تسمح بترف الدخول في نقاشات دستورية وصوغ جديد للأنظمة.

خلاصة كلام رئيس التيار الوطني الحرّ، أن ولادة الحكومة لن تكون قريبة، هو جاهز لضرب ما تبقى من هيبة الدولة في سبيل شعارات طائفية ومذهبية، يرفع بموجبها سقف مطالبه وتوقعاته لنيل المزيد من المكاسب، وبعدها يعود إلى القواعد سالماً، تلك لعبة أصبحت مفضوحة منذ ما قبل التسوية الرئاسية في العام 2016، والإبراء المستحيل الذي تم سحبه، والعلاقة مع تيار المستقبل، إلى ما بعدها. ومنذ عدم الإعتراف بالمجلس النيابي، وفيما بعد الإعتراف به وبنتائج أفرزت ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبعدم الإعتراف باتفاق الطائف فيما عمه انتخب على أساسه وما إن وصل حتى بدأت فصول الإنقلاب.