واجه لبنان أزمات كثيرة في تاريخه، مرّ بحروب أهلية عدّة وإجتياحات إسرائيلية ووصاية سورية، تعرّض لضغوطات مختلفة وتعرضت المصارف للإفلاس، ولكنه يعيش اليوم ضغوطات وظروف لم يعشها، فقد كان الوطن سابقا لا يزال يقف على أرجله والحياة تسير بشكل مقبول.
وإذا ما نظرنا إلى كل ما يدور من حولنا وخصوصاً في الآونة الأخيرة نستنتج أن كل ما حصل كان سببه دولة إيران وأتباعها، فهي التي تقوم بتوجيه رسائلها إلى دول الخارج من خلاله بعد فرض العقوبات عليها، بإعتبارها أن ذلك سوف يخفف عنها الضغط عبر الأوراق التي تملكها ومن بينها الورقة اللبنانية.
بشكل واضح أصبح لبنان ساحة لتصفية الحسابات مع الخارج، فلبنان بالنسبة لإيران ليس سوى ورقة تفاوض لتقول لأعدائها أنها قادرة على الرد من داخل لبنان، وقد جعلته أرضاً خصبة لصراعاتها ودائماً تعرقل ما يصب بمصلحة لبنان من أجل تحقيق ما تسعى له.
احد الخطابات الأخيرة التي دافعت عن إيران وعن دورها في لبنان، كانت مجرد محاولة لتمرير رسائل للقول أن إيران ما زالت قوية وسترد في الوقت المناسب وأن محورها لم يتفكك، فيما الأجدى بأصحاب هذا الخطاب ان يكرموا شهداء الوطن الذين سالت دماءهم غدراً كمثل قضية شهداء المرفأ، هذه القضية التي حتى الآن لم تأخذ مجراها الطبيعي للوصول إلى الحقيقة.
إن حل الأزمة يبدأ بوقف إذعان لبنان للهيمنة وضبط الواقع المتفلت تحت أمر الدولة اللبنانية وقواها العسكرية، وعدم التدخل بالصراعات الخارجية التي سببت فرض عقوبات على لبنان وزيادة الخنقة عليه، وإعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس للخروج من هذه الأزمة والإسراع بتشكيل حكومة كان هذا المحور وحلفاءه الطرف الأكبر بعرقلتها.