مما لا شك فيه أن الأزمات التي يمر بها لبنان جعلت قطاع التعليم، وخصوصاً العالي، أمام مخاطر كبيرة تكاد تهدده بالانهيار، فثمة قلق على مصير الجامعات وعلى مصير الطلاب على حد سواء. وفي محاولة مواجهة هذا التحدي المصيري، تحاول مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية أن تستمر في دورها الداعم للطلاب متفردةً بذلك، رغم كل الصعاب ومصممة على اداء الرسالة منذ 38 عاما.
فالمؤسسة التي انطلقت عام 1982، قدمت حتى الآن ما يقارب 15 ألف مساعدة لحوالى 9000 طالب في الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية. وتطور عدد الطلاب المستفيدين منها منذ التأسيس بشكل لافت ليصل الى 1500 طالب سنويًا خلال السنوات الأربع الأخيرة، نصفهم في الجامعات الخاصة ونصفهم الآخر في الجامعة اللبنانية. وبذلك تطورت أيضًا القيمة الإجمالية للمساعدات المدفوعة سنوياً، إذ في العام الدراسي 2018 - 2019 مثلا بلغت المساعدات حوالى مليونين ومئتي ألف دولار، أي حوالى ثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون ليرة لبنانية، وهكذا في السنوات التي تلت تقريبا.
ورغم الوضع المالي والاقتصادي الصعب والخانق وارتفاع سعر صرف الدولار، وتأثر الأقساط الجامعية، ورغم عدم قدرة المؤسسة خلال العامين الجامعيين السابقين على إقامة عشائها الريعي السنوي الذي يشكل مصدرًا مهمًا للمساهمة في التمويل، فقد أصر رئيسها وليد جنبلاط ونائب الرئيس تيمور جنبلاط على تحمل أعباء الاستمرار بدعم طلاب الطب العام، طب الأسنان، الهندسة، الصيدلة، المختبر والتمريض، في الجامعات الخاصة، إضافة الى طلاب الجامعة اللبنانية، وذلك بهدف تأمين صمود هذه الشريحة من الطاقات الشابة في لبنان، خصوصاً أن عددا كبيرا من الاطباء والممرضين نزحوا إلى الخارج بفعل الأوضاع. وهذا الإصرار تُرجم بتأمين المؤسسة خلال العام الدراسي 2020-2021 الدعم لـ538 طالباً في الإختصاصات المذكورة سابقا بمبالغ قاربت بالليرة اللبنانية 1,770,000,000 ليرة.
ويؤكد مدير عام المؤسسة، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، في حديث مع جريدة "الأنباء الإلكترونية" انه "في عز هذه المحنة التي يمر بها لبنان، تثبت المؤسسة مرة جديدة وقوفها الى جانب الشباب وطموحاتهم رغم كل الصعاب، محافظة على استمرارية دورها ورسالتها منذ انطلاقتها، حيث بلغت المساعدات المقدمة من قبلها منذ التأسيس لغاية العام الدراسي 2020 - 2021 حوالى 27,553,000,000 ليرة لبنانية، أي ما يعادل 18 مليون دولار تقريباً".
ويشدد ناصر على "بذل كل جهد لكي تبقى المؤسسة حاضناً لطلاب لبنان، مهما كلّف الأمر، ولتأمين كل الدعم الممكن لطلاب الإختصاصات العلمية الأساسية وللمستحقين دون تمييز، وهذه ميزة اضافية تحملها المؤسسة في جوهرها إنطلاقا من قاعدة أن العلم حق للجميع، وهي قاعدة ثابتة عند الرئيس وليد جنبلاط".