تمر الساعات الأولى خلال الأعياد وسط أجواء مليئة بالبهجة والسعادة، ويحتفل الأشخاص بإحياء الشعائر الروحانية ثم الخروج مع الأصدقاء والتقاط الصور معهم ثم تبدأ التجمعات العائلية وتبادل الزيارات.
وبالرغم من هذا يشعر البعض بما يسمى «اكتئاب العيد» وتمر أيام الأجازة ثقيلة جدًا، فلماذا يشعرون هؤلاء الأشخاص بالملل وفقدان الطاقة خلال العيد؟
يشعر الأشخاص بالحزن نتيجة التوقعات العالية في الأعياد ومن بينها خيبة الأمل والكثير من الإحباط، خاصًة إن كانت هناك تجارب إيجابية سابقة حول الاحتفال بالأعياد والذكريات الطفولية السعيدة، ويزداد الشعور بالحزن إذا كان هناك صداع أو تعب.
يشعر البعض خلال العيد بالإعياء بسبب تناول الوجبات الدسمة أو الإفراط في تناول الطعام مع عدم ممارسة الرياضة، هذا إلى جانب الإجهاد الجسدي والعاطفي الذي يصيب البعض خلال أيام العيد.
وقد تسبب الضغوط المالية القلق والتوتر كما تمنع أصحابها من الاحتفال بيوم العيد، وعلى الجانب الآخر فإن فرط الإنفاق خلال العيد يصيب الأشخاص بالاكتئاب والتوتر.
وتشمل أعراض اكتئاب العيد الشعور بانعدام الطاقة والقلق والتوتر وعدم الرغبة في مقابلة الأشخاص والوجود في التجمعات العائلية، كما يعاني المصابين بالملل وانعدام الرغبة في الطعام وممارسة الحياة اليومية، هذا إلى جانب الشعور بالوحدة والحزن، وفقًا لموقعي «الصحة الأيرالندية» وجامعة «روتشستر».
أوضح رئيس قسم علم النفس في جامعة موسكو الحكومية، البروفيسور ألكسندر تخوستوف، أن الاكتئاب الذي يعقب العيد، سببه رسم المرء توقعات كبيرة غير مبررة كان يأمل بتحقيقها قبل العيد.
وأضاف: "عادة ما تنتهي الإثارة المفرطة التي تسبق عيد رأس السنة بالركود. ترى المرء يستعد ويتوقع الكثير ثم يستمتع بالعيد ويهدأ. ويستيقظ في صباح اليوم التالي ليدرك أنه لم يتغير الكثير في حياته".
وتابع: "يجب على الإنسان أن يفهم أن هذا العام ليس الأخير وأنه ستكون هناك سنوات مقبلة أخرى وبالتالي ستكون هناك فرص أخرى لتحقيق الخطط والتوقعات".
وكشف عن طريقة للتخلص من الركود العاطفي، حيث قال: "من الضروري إكمال الأمور المتراكمة خلال الإجازات وقضاء الوقت مع العائلة والعناية بالصحة.
وتُرجع منظمة الصحة العالمية ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب في البلدان العربية لما تشهده المنطقة من نزاعات واضطرابات أسفرت عن أزمات إنسانية وموجات نزوح، وألقت بظلالها على تفاصيل الحياة اليومية للفرد، وعمَّقت من اقتران المبالغة في مظاهر الاحتفال بالشعور بالذنب لدى عدد غير قليل من الأفراد.