عام مضى بإيجابياته وسلبياته، وآخر أتى بتمنياتٍ ورجاء بالأفضل. مرّ عام مليء بالتحديات والخسارات، فأضحى وطننا لبنان عالق في دوامة الحسابات الشخصية والإقليمية، وبات المواطن رهن مصالح دول ومسؤولين طمّاعين غير مسؤولين.
في العام المنصرم لم تبقَ لنا بقعة ضوء أو أمل بغدٍ أفضل، ولم يعُد للمواطن اللبناني القدرة على الحلم، أو التفكير والتخطيط للمستقبل الذي أراده حكامه أسوداً كحقدهم وأنانيتهم، فبات أمامه حلاً وحيداً، وهو الهجرة للخارج من أجل الأفضل. ولسخرية القدر، أنّ عام 2020 منع عنه ذلك الحل بسبب جائحة صحية، وجائحة السياسات الخارجية للبلد.
إنّ الجائحة الصحية حلّها أسهل، وبات قريباً في العام المقبل، ولكن للأسف سيبقى لبنان يتخبط بجائحة أهل الحكم وارتهانهم، وجنون عظمتهم، وتمسّكهم بمواقعهم وكراسيهم، ولو على حساب شعبهم. فبعد انفجار 4 آب والمآسي التي خلفها لم يجدوا فيه إلّا بوابة لعودة الاهتمام الدولي بلبنان، وقالوها جهاراً غير آبهين بمشاعر الناس، وبعد وصول أكثر من نصف الشعب اللبناني إلى خط الفقر لم يجدوا فيه إلّا حجةً لاستجداء الخارج، وطلب الأموال، فبتنا في عهدٍ لا يرى في جرح الناس إلّا بوابة لمصالحه، يغوص في سياسته الانتقامية ويُغرق البلاد والعباد في سواد، ويفي بوعده بالذهاب إلى جهنم.
ففي نهاية العام 2020 وبداية العام الجديد لا يسعنا الا التمنّي من العام المقبل أن يخلّصنا من أنانية وحقد الحكام، وعودتهم إلى لبنانيتهم، وتركهم لمصالح الدول الإقليمية، والعمل على تحقيق هذا الخلاص ولعلَّ الجميع يعيد توجيه البوصلة للمكان الصحيح حيث البداية المشرقة بزوال ذلك العهد ورموزه، وخروجه من القصر الذي من المفترض أن يكون قصر الشعب.