Advertise here

هل يصمت الرئيس عون عن الإنتهاك الإيراني الأوقح؟

03 كانون الثاني 2021 10:41:59

كان متوقّعاً، أمس، أن يثبت الحدث اللبناني عند التطورات البالغة الخطورة لاتساع الانتشار الوبائي لفيروس كورونا في لبنان في ظل القصور الهائل والانكشاف المخيف لسلوكيات السلطة التي تركت الكارثة تحصل قبل أن تتحرك في محاولة متأخرة جدّاً لتحجيم الحجم الضخم للإصابات وربما بعد فوات الأوان. ولكن الحدث الوبائي على خطورته وجسامته لم يحجب الحدث الإقليمي البالغ السلبية حيال لبنان، والذي تمثّل في اقتحام إيراني وقح، بل لعلّه الأشد وقاحة، في تحدي مبدأ سيادة لبنان وعدم التوقف إطلاقاً أمام احترام الحد الأدنى من أصول التعامل بين الدول. موقف شديد الوقاحة يشكّل انتهاكاً فاضحاً لسيادة لبنان ولوجود الدولة كلها، أطلقه أحد قادة " الحرس الثوري الإيراني" عشية الذكرى الأولى لاغتيال قائد لواء القدس في "الحرس الثوري الإيراني" الجنرال قاسم سليماني، اعتبر لبنان خط الدفاع الأول مع غزة عن ايران في مواجهة إسرائيل.

وقال قائد "القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني"، علي حاجي زادة، أنّ "كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي لمواجهة ". وأضاف: "نحن نعلم جبهة المقاومة على صناعة صنارة الصيد، بدلاً من تقديم السمك، ولبنان وغزة يمتلكان تكنولوجيا صناعة الصواريخ"، لافتاً إلى أنّ "قدرات محور المقاومة لم تعد كما كانت قبل عشر سنوات، واليوم يطلق الفلسطينيون الصواريخ بدلاً من رمي الحجارة".

وتابع مهدّداً: "لدينا أمر عام من المرشد، علي خامنئي، بتسوية حيفا وتل أبيب بالأرض، في حال ارتكبت أي حماقة ضد إيران، وعملنا طيلة السنوات الماضية لنكون قادرين على ذلك"، مشيراً إلى أنّ طهران "تدعم أي طرف يقف في مواجهة إسرائيل".

هذا الانتهاك الفاضح والشديد الخطورة في امتهان العلاقات الديبلوماسية بين الدول رتّب سؤالاً كبيراً للغاية هو: "هل يصمت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن هذا الانتهاك الموصوف؟ وأيّ تداعيات ستكون لهذا الإقحام المتعمّد للبنان في متاهات تصفيات الحساب للنفوذ الإيراني مع أميركا وإسرائيل في وقت تهرب إيران واذرعتها من مواجهة الهجمات الإسرائيلية على مواقعهم في سوريا؟ وماذا تراه سيعلن الأمين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء اليوم في ذكرى سليماني ما دام عنوان أمر العمليات الصادر عن الحرس الثوري أطلقه علي حاجي زادة؟".