Advertise here

بين السوداوية والأمل.. كيف يرى اللبنانيون الـ2021؟

03 كانون الثاني 2021 07:27:06

ودّع اللبنانيون عام 2020 غير آسفين عليه، عام وصف بمائة عام لما تخللته من محطات سياسية مخيبة للآمال ومعالجات للأزمات المالية والاقتصادية لم ترق الى مستوى الكارثة التي وصل اليها لبنان الذي يقف عند عتبة الانهيار، وما فاقم من ذلك انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي وما خلفه من ضحايا ودمار، إضافة الى جائحة كورونا وتداعياتها على مختلف نواحي الحياة.

هذه الأجواء انعكست على وسائل التواصل الاجتماعي عشية وداع العام الفائت، فالإحباط والتوتر الداخلي الناجمان عن سوء الأحوال في لبنان على كل المستويات، جعل الكثيرين يرون فيه انه الأسوأ على الإطلاق وأن العام الجديد ما هو إلا نسخة عن سلفه، ومن هنا تباينت الآراء في كثير من التعليقات بين من وجد في داخله فسحة أمل «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل»، كما عبر كثيرون، وبين من غلب على تعليقاته طابع السوداوية والتشاؤم كمن يتعلق بحبال الهواء كما علق أحدهم، اذ لا أمل من هذه الطبقة السياسية التي هي سبب المشكلة فكيف يأتي الحل من عندها؟.. وآخرون علقوا بأسلوب ساخر في جعل رقم واحد من السنة الجديدة عبارة عن ابرة لقاح لفيروس كورونا ما استقطبت أنظار رواد المواقع.

واقتصرت التهاني بحلول العام الجديد على تبادل الصور التي حملت رموزا عديدة مع التمنيات والرجاء بأن يكون العام 2021 عام الخلاص من المحن والمآسي وأن يكون أفضل من سابقه، وبين من استرجع صورا لشخصيات سياسية عبر بعضهم فيها عن نقمته لما تسببت به من خراب على لبنان، وبين من استذكر أحداثا أليمة كجريمة انفجار مرفأ بيروت ومصير التحقيق بعد مرور خمسة أشهر على وقوعه، فكانت استفاقة ليليان شعيتو في اليوم الأول من السنة الجديدة من الغيبوبة والتي كانت أصيبت بالانفجار محط أهتمام للمغردين الذين نشروا صورها على نطاق واسع.

وفيما تنوعت الاحتفالات بالعام الجديد في مختلف أنحاء العالم، حمل المغردون على وسائل التواصل الاجتماعي على الفنانين الذين أحيوا حفلاتهم في ظل جائحة كورونا من دون الأخذ بعين الاعتبار التدابير الوقائية، فسخر بعضهم ممن يطلق أغنية عن كورونا وفي الوقت عينه يحيي حفلة يحضرها المئات ويتباهى بالحضور الكثيف فيها فيما المستشفيات لم تعد تستوعب أعداد المصابين، في وقت كان عدد كبير من المغردين يوجهون التحية للجسم الطبي من أطباء وممرضين الذين يقفون في مواجهة هذا الوباء الذي اجتاح العالم ويستذكرون من توفوا بسببه.

والى جانب ما تقدم يمكن القول إن الترحيب بالعام الجديد اكتنفه الحذر والشعور باليأس في ظل المعاناة والظروف الصعبة التي عاشها اللبنانيون على مدار العام المنصرم فجاءت المواقف محملة بعبارات الأسف واللوعة، فسأل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن مصير ودائعهم في المصارف وما خلفته من آثار مؤلمة على الواقع الاجتماعي، فوصف بعضهم بأنها أكبر عملية نصب في التاريخ تمت فيها سرقة جني أعمارنا، وغيرهم ممن عبر عن ضيق الحال بسبب الغلاء وجنون الأسعار مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار، ليسأل آخر عن مصير الأموال التي هربت الى الخارج ليرد علية اذا شفت نجوم الضهر بيرجعوا.

ولم يكترث رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشخصية العام وحدها صورة السيدة فيروز جرى تداولها بشكل كبير محملة بعبارة «صورة العام» والتي تظهر فيها بالقناع مع ابتسامتها الخجولة لدى استقبالها الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارته لبنان.

وكان الرصاص الذي تساقط على رؤوس اللبنانيين في مختلف المناطق عشية ليلة رأس السنة ونجم عنه مقتل امرأة سورية وعدد من الجرحى، كما طال طائرة في مطار بيروت محل استهجان واسع، فوجه العديد من المغردين الشتائم لمطلقي الرصاص ووصفوا الأمر بالسلوك الهمجي واللا مسؤول لما يتسبب من زهق لأرواح لا ذنب لها سوى ان مطلقها لا يملك الحد الأدنى من الأخلاق.