Advertise here

تخوّف من إنفجار الوضع الأمني.. ملاعب لـ"الأنباء: المناطق قد تلجأ إلى الأمن الذاتي

01 كانون الثاني 2021 11:31:38

بعد تواتر معلومات مفادها احتمالات انفجار الوضع في لبنان، وهي أخبار تزامنت مع تسريبات عن مناقشة مجلس الدفاع الأعلى هذا الموضوع في أحد اجتماعاته، يتخوف المواطنون من همٍ إضافي يضاف إلى لائحة الهموم التي ستلاحقهم في العام 2021.

في هذا الخصوص، أشار الخبير العسكري والاستراتيجي، ناجي ملاعب، في حديثٍ لـ"الأنباء" إلى أن "استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية، والخلل الحاصل بين المناطق اللبنانية لجهة وصول البضائع المستوردة، واستقدام بضائع مهرّبة، كما وتخصيص بعضها ببضائع مدعومة أكثر من غيرها، قد يؤدي إلى لجوء كل منطقة إلى سياسة الحماية المحلية، أو الأمن الذاتي، لمراقبة عملية بيع البضائع والتأكد من عدم بيعها لغرباء عن المنطقة".

كما لفت ملاعب إلى أن، "الخطر المذكور سيتفاقم مع تراجع قيمة الليرة، وبالتالي تراجع قيمة رواتب العسكريين، وربما لجوئهم إمّا إلى التغاضي عن المحافظة على الأمن، أو التعامل مع المافيات والجماعات القوية في المناطق، والتي ستنشط نسبةً للتفلّت، كما حصل في دول الاتحاد السوفياتي بعد انهياره في العام 1990، حيث ارتهن رجال الأمن للمافيات المحلّية".

وتابع ملاعب: "نسب الجريمة من المُرجّح أن ترتفع. إذ ومع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وحرمانهم من سحب ودائعهم، سيلجأ بعضهم إلى السرقة وربما القتل، كما من المتوقع أن يتصاعد العنف ضد المصارف".  

وحول احتمال تأزم الوضع أكثر، وحصول اشتباكات محلية مسلّحة قد تؤدي إلى حرب أهلية، استبعد ملاعب هذا الاحتمال، معتبراً أن "لا أفق لأي حرب أهلية في الوقت الراهن".

أمّا بالنسبة إلى أخبار حول دخول جماعات متطرفة من العراق وسوريا، فأشار ملاعب إلى أن "التجارب السابقة أثبتت أن المجتمع اللبناني لا يشكّل بيئة حاضنة للمتشدّدين الإسلاميين. فحتى المناطق التي ثابر البعض على تصويرها على أنها تربة خصبة لتغلغل هذه الجماعات، كطرابلس، فقد أثبت إحصاءٌ أجرته شركة Ipsos أن الغالبية الساحقة بنسبة 96% من أهالي طرابلس فضّلوا العيش المشترك على التشدّد الإسلامي، كما أن سياسة الأمن الاستباقي احترفتها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية اللبنانية".

وفي السياق الإقليمي، وبعد تلقي إيران وحلفائها ضربات عسكرية ضخمة في الفترة الأخيرة، تمثّلت باغتيال قيادات من الصف الأول، فضلاً عن الانفجارات التي حصلت في منشآت نفطية إيرانية، توقّع ملاعب، "احتمال تكرار سيناريو انفجار عين قانا المشبوه، لكن لن نشهد حرباً بين الحزب وإسرائيل، إذ وحسب المعلومات، فقد وجّه قائد فيلق القدس، إسماعيل قآني، توصياته في أيلول الماضي لعدم استفزاز الوجود الأميركي والإسرائيلي في المنطقة". وختم ملاعب حديثه منبهاً من "القنبلة الموقوتة المتمثّلة بالسجون اللبنانية، إذ وبسبب الاكتظاظ الحاصل، وعدم الإتفاق على قانون عفوٍ عام، فإن حادثة فرار سجناء من نظارة بعبدا ستتكرر وعلى نسقٍ أكبر، وعندها، سترتفع نسبة الجريمة أكثر في ظل وجود مجرمين في المجتمع".