نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة مقالاً أعدّه الكاتب أندرو روث، وتطرّق فيه إلى العلاقات الأميركية الروسية المرتقبة في عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي كان قد زار موسكو لمناقشة تطبيق الاتفاقية الأميركية السوفيتية حول تقليص الأسلحة الاستراتيجية.
ولفت الكاتب إلى أنّ صورة الاجتماع آنذاك تُظهر نجل بايدن، هانتر، الذي أتى مع والده، الذي التقى رئيس هيئة رئاسة مجلس السوفيت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية حينها أندريه غروميكو.
ونقل الكاتب عن مترجم وزارة الخارجية السوفيتية فيكتور بروكوفييف، الذي شارك في الإجتماع أنّ "بايدن سأل إذا كان أحد يمانع حضور إبنه معه"، مضيفًا: "كان هذا الأمر غير عادي". وأشار الكاتب إلى أنّه مع دخول بايدن مكتبه البيضاوي، سيأتي مع سنوات من الخبرة في السياسة الخارجية. وتعليقًا على هذا الأمر، قال السيناتور السابق بيل برادلي، الذي زار موسكو مع بايدن عام 1979: "يعرف بايدن الاتحاد السوفييتي جيدًا، ويعرف روسيا، ولديه خبرة بالتعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويدرك ما يمكن فعله وما هو غير ممكن". وإذ تذكر لقاء بوتين وترامب، أضاف برادلي: "بحال وجدت فرصة لعلاقة جديدة بين واشنطن وموسكو، فستكون أفضل مع بايدن مقارنةً بترامب".
وفيما ذكّر الكاتب بمعاهدة تقليص الأسلحة الاستراتيجية التي وقع عليها دميتري مدفيديف عن الجهة الروسية والرئيس باراك أوباما ممثلاً بلاده، وذلك عام 2010، فمن المرتقب أن تنتهي الإتفاقية في شباط 2021، ويمثّل هذا التاريخ التحدّي الأول بالنسبة لبايدن، عند تمديد الإتفاقية التي ساعد في تمريرها عندما كان في مجلس الشيوخ منذ 10 سنوات.
من جهته، قال الخبير في السياسة الخارجية سيرغي كاراجانوف الذي لعب دورًا في تنظيم لقاءات بايدن: "لو كان بايدن موجودًا في البيت الأبيض في السبعينيات والثمانينيات، فكان الناس سيطمئنون".
وأضاف الكاتب أنّ عام 1980 ومع الغزو السوفيتي لأفغانستان، تجمّدت العلاقات بين البيت الأبيض والكرملين، ولم يزر بايدن موسكو إلا عام 1984، مع السيناتور ويليام كوهين لإيصال رسالة خاصة من الرئيس الأميركي رونالد ريغان بخصوص "نهج جديد للحد من التسلح". أمّا الآن، فقد تحوّل الحديث الأميركي الروسي، من الحد من التسلح والتوازن العسكري إلى قضايا مرتبطة بتعزيز الديمقراطية والاقتصاد.