Advertise here

الازدواجية اللغوية في ظل العولمة

29 كانون الأول 2020 10:58:00 - آخر تحديث: 29 كانون الأول 2020 11:00:27

اللغة هي نسق من الإشارات والرموز، تشكل أداة من أدوات المعرفة، وتعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة. وبدون اللغة يتعذر نشاط الناس المعرفي. ترتبط اللغة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا في قالب لغوي، حتى في حال تفكيره الباطني. 

وفي عصرنا الحالي تشهد لغتنا خطراً كبيراً. خاصة العامية على حساب الفصحى وهذا ما يعرف بالازدواجية اللغوية. 

نطلق على العامية مصطلح اللهجة لأنها غير عالمية فلكل بلد لهجته التي يتميز بها عن غيره من البلدان.
إذا أخذنا نموذج المدرسة نجد اللغة الفصحى تتدهور شيئاً فشيئاً واستخدام العامية بات سهلاً للتحادث والتشاور ما بين المعلمة والطلاب داخل الصف .

في بعض نشرات أخبارنا التلفزيونية او برامجنا الإعلامية تدغدغ آذاننا الكثير من المفردات المغلوطة التي ما لبثت أن اصبحت من عاداتنا سماعها دوماً.

تاخذ اللهجة العامية بعداً أوسع وفيها اللغة الدارجة للإنترنت التي أصبحت موضة دارجة ومشهورة لمحادثاتنا فبتنا لا نستطيع الكلام الا بها وهذا ما يجعلنا بعيدين عن لغتنا الحقيقة.

 نجد الأهل الام والاب يتكلمان مع أبنائهم باللغة الأجنبية سواءً الإنجليزية او الفرنسية او غيرهما..
وهذا يجعل الولد مشتتاً عن لغته الأم.
 فهل الواجب والتعليم يقتضي أن نعلمهم اللغات الغربية قبل العربية؟

أهكذا نجعلهم يقتربون من جذورهم ونسبهم ويفتخرون بلغتهم ؟

هل لأنها لغة عالمية يجب أن تسيطر علينا وعلى عقولنا وتربية أبنائنا؟ 

هل هذا هو التطور الذي نسعى ونطمح إليه؟ 

كل هذه الأسئلة وغيرها بمحض الصدفة وجدت؟  

أم أننا سوغنا لها بملىء ارادتنا لنحقق ما اسميناه تقدم ورقي؟ 

نعم، وللأسف الشديد هذا ما نحن عليه اليوم شعب ومجتمع يتنصل من مبادئه وعروبته واصوله الشرقية .

نحن لا نعارض التطور ولسنا ضد تعلم لغات جديدة في ثقافة لابد منها لمواكبة العصر ولكن لا على حساب لغتنا. 
استفيقوا من كبواتكم وخذوا خطوة شجاعة وعودوا اولادكم على الكتاب والقراءة بدل التكنلوجيا. 

افسحوا مجالاً للمكتبات العامة والمعارض الثقافية والندوات والمناقشات الأدبية بها ينتعش المجتمع .
توافر تراث أدبي وافر محفوظ باللغة الأصلية "الفصحى".

مراقبة برامج الأطفال والرسوم المتحركة التي تنطق الفصحى للتشديد على خلوها من اللحن 
(الخطأ).

تعددت الأسباب والمعاناة واحدة،  فلنكن جميعا" يدا" واحدة في مواجهتها. 

 

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".