Advertise here

قطع حربية ثقيلة في الإقليم.. خبير لـ"أخبار اليوم": لبنان مخطوف ويختنق

28 كانون الأول 2020 17:29:23

إذا كان التهويل بالحروب لن يُترجَم ميدانياً على أي مستوى، خلال المدّة القليلة المتبقّية من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فماذا سيكون مصير "الستاتيكو" التحشيدي للقطع الحربية في المنطقة، في تلك الحالة؟

"إنتظارية"

صحيحٌ أن قاذفة "بي - 52" الأميركية الاستراتيجية موجودة في الشرق الأوسط، بالإضافة الى غواصة الصواريخ الموجَّهَة "يو إس إس جورجيا" التي تعمل بالطاقة النووية، بموازاة استمرار المراقبة الإسرائيلية للتحرّكات الإيرانية في المنطقة عموماً، إلا أن هذه المعطيات الميدانية تبقى على مستوى الترقُّب والإنتظار، مقابل ملموسات ميدانية محصورة بالغارات الإسرائيلية على سوريا.

"بارانويا"

وفي سياق متّصل، تتخطى "البارانويا" العسكرية الإيرانية الإطار الأميركي كما يبدو، لتشمل الروسي. فبموازاة الرسائل المُتطايِرَة لواشنطن والإمارات والعرب، من خلال زيارة قائد بحرية "الحرس الثوري" الأدميرال علي رضا تنكسيري، "طنب الكبرى" و"طنب الصغرى"، تبرز مخاوف إيرانية أخرى كما يبدو، وهي تتجاوز سوريا.

في البرّ

فقائد القوات البرية لـ "الحرس الثوري" العميد محمد باكبور، تفقّد منذ يومَيْن الشريط الحدودي لنهر "أرس"، بين محافظة أذربيجان الشرقية في شمال غرب إيران وإقليم "كاراباخ"، وذلك للإطّلاع على المنطقة الحدودية في ظلّ اتّفاق وقف إطلاق النار في الإقليم بين أذربيجان وأرمينيا، بوساطة روسية.

والزيارة الإيرانية تلك تمّت على وقع مطالبات شعبية ورسمية أرمينية بتدخُّل روسي يضمن أمن أرمينيا، إذا حاولت أذربيجان شنّ أي هجوم على منطقة سيونيك الحدودية. وهذا يعني إذا حصل، أن موسكو ستنعم بأدوار أكبر هناك، على مقربة من إيران. وهو ما سينعكس حتماً على ساحات التلاقي الروسي - الإيراني، والتصارُع الأميركي - الإيراني، في العالم العربي مستقبلاً.
تلاعُب؟

أكد خبير في شؤون المنطقة أن "لا تطوّرات ميدانية يُمكنها أن تحصل قبل رحيل ترامب من "البيت الأبيض". فالحديث عن "جنونه"، وعن تخريبه عهد الرئيس الأميركي المُنتخَب جو بايدن، ليس إلا توقّعات على الطريقة اللبنانية. فهذه السلوكيات ليست واقعية في الولايات المتحدة، لا سيّما أن الجمهوريين أنفسهم تركوه (ترامب). وحتى إن "البنتاغون" لن يورّط القوى العسكرية في حروب ذات حسابات شخصية، لا تنسجم مع مصلحة الدولة الأميركية".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإيرانيين من جهتهم، لن يتلاعبوا مع واشنطن عسكرياً في الوقت الراهن. وحتى إن إسرائيل نفسها لن تتحرّك ميدانياً على مستوى استراتيجي كبير، في ظلّ إدارة أميركية إنتقالية".

رهينة

وشدّد الخبير على أن "لبنان سيظلّ مخطوفاً من جانب إيران في المستقبل القريب، لا سيّما أن المشكلة اللبنانية وحلّها ما عادت تقتصر على تشكيل حكومة فقط".

وأوضح: "من الناحية التقنية، يجعل الإنهيار الحاصل أي نوع من الحكومات عاجزة عن انتشال البلد بسهولة".

وأضاف:"رغم تراجُع إمكانيات اندلاع حرب، إلا أن إيران تترك لبنان يموت تدريجياً، بهدف تحقيق هدف معيّن لديها. ففي النهاية، هو بلد عربي، ولكن صورته غربية في المنطقة، وسقوطه سيغيّر هويّته، ويجعله في يد طهران التي لن تهتمّ لنتائج ذلك، حتى ولو مات الشعب اللبناني كلّه".

لن تنفع!

واعتبر الخبير أن "الوقت تأخّر كثيراً، لانتظار إيجابيات من جراء أي تحرُّك دولي في الملف اللبناني، حتى ولو كان فاتيكانياً. فالفاتيكان لن يحرم القوى المسيحية التي تُمعِن بأسْر لبنان في يد إيران".

ورأى أن "ترامب شخص غير أخلاقي، وعَدَم انتخابه مجدّداً مُفيد لاستنهاض العالم الحرّ، ولمَنْع تقوية شوكة الديكتاتوريات الإجرامية حول العالم. فإعادة انتخابه رئيساً كان يُمكنه أن يُعرقِل محاربة تلك الأنظمة مستقبلاً، في ظلّ وجود ديكتاتور على رأس واشنطن، وهي أكبر قوّة عالمية".

هجوم

وأشار الخبير الى أن "الإيرانيين سينتظرون الإدارة الأميركية الجديدة، فإما يتّفقون معها أو لا. ولكن لبنان لن يتمكّن من الصّمود في تلك المدّة، وسط ضبابة في الرؤية حول مستقبله".

وختم:"قد تحصل خضّات على هامش الصّراع الأميركي - الإيراني، خلال الأشهر القليلة القادمة، في ساحات مثل لبنان والعراق واليمن وغيرها. ولكن الأميركيين لن يتدخلوا، في ظلّ إدارة جديدة، لا سياسة خارجية فعلية لديها قبل حزيران القادم تقريباً. ففي العادة، لا تتحرّك واشنطن عسكريا على وقع استلام إدارات جديدة لـ "البيت الأبيض"، إلا لحماية نفسها وجيشها، إذا تعرّض لهجوم في أي مكان من العالم".