Advertise here

"واشنطن بوست": الأزمة الإقتصادية في سوريا تتفاقم.. وسوق سوداء جديدة

28 كانون الأول 2020 10:49:24

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً تطرّقت فيه إلى الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها سوريا، وانتظار الأطفال والمواطنين من أجل الحصول على قوتهم اليوميّ من الخبز.


وأشارت الصحيفة إلى أنّ أحد المواطنين ويدعى "أبو محمد"، يزور المخبز مع أبنائه منذ الفجر، وينتظرون ساعات أحيانًا حتى يحين دورهم، وهم مثل غيرهم من السوريين الذين يعانون من أزمة الخبز، التي تعدّ من أبرز مظاهر الانهيار الاقتصادي الواضحة والأليمة في سوريا. وأضافت الصحيفة أنّ كمية الخبز المدعوم التي يمكن لمعظم العائلات شراؤها قد انخفضت بمقدار النصف أو أكثر، كما تضاعفت الأسعار منذ تشرين الأول الماضي، على الرغم من الوعود الرسمية بأنّ ارتفاع أسعار الخبز هو بمثابة "خط أحمر" ولن يتم تجاوزه.


وأضافت الصحيفة أنّ "أبو محمد" الذي يعمل في مصنع هو أب لخمسة أطفال، ويحتاج إلى أربعة أكياس من الخبز يوميًا، ينتظر دوره للحصول على أرغفة خبز لإطعام عائلته، وأحيانًا يدفع 10 أضعاف السعر الرسمي لشراء المزيد من الأرغفة ممّا يسميه "تجار الأزمة" في السوق السوداء.


وتتفاقم هذه الأزمة خارج المدن الكبرى، لا سيما وأنّ السوريين يتناولون الخبز مع كل وجبة تقريبًا، وفي هذا السياق قال رجل من طرطوس للصحيفة إنّ الفقراء في القرى لم يعد لديهم الغاز، ويستخدمون الحطب لصنع الخبز. وذكرت الصحيفة ما قاله وزير الزراعة السوري في حديث لصحيفة "الوطن" الذي دعا السوريين إلى تأمين الأمن الغذائي في منازلهم قائلاً: "فلنعود ونخبز في بيوتنا ولا ننتظر الدولة، بل نساعدها".


وتزيد حدّة الأزمة مع تضاعف الأسعار، في وقت أثار خبر اختفاء 500 طن من القمح في مرفأ اللاذقية غضب السوريين، بحسب الصحيفة التي نقلت عن "تقرير سوريا" الذي يرصد الأوضاع الإقتصادية أنّ دمشق استوردت أكثر من 1.1 مليون طن من القمح خلال السنوات الثلاث الماضية، وكانت معظم الواردات من روسيا. إلا أنّ مسؤولًا في مؤسسة الحبوب السورية قال "إنّ الشركات الروسية ألغت ستة عقود مع سوريا، ما قلص إجمالي واردات القمح إلى النصف تقريبًا".


توازيًا، أثّرت الأزمة الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب الحرب وسوء الإدارة والعقوبات الأميركية والأثر غير المباشر للانهيار المالي في لبنان، على قيمة الليرة السورية، مما جعل تكلفة استيراد القمح باهظة.