Advertise here

التأليف في إجازة وانتشار الوباء لا يهدأ في الأعياد.. إجراءات حاسمة مطلوبة: وقف المناسبات وإقفال المدارس

27 كانون الأول 2020 06:07:57

باستثناء اجتماع رؤساء الحكومات السابقين ووصفهم تعاطي رئيس الجمهورية ميشال عون مع القضايا الدستورية والوطنية بالطريقة التي كان يعتمدها حين كان رئيسا للحكومة العسكرية، يمكن القول ان السياسة في إجازة وأن تشكيل الحكومة تم ترحيله الى السنة الجديدة، أما المواطنون فيرزحون تحت عبء الأزمات الضاغطة وفي مقدمها أزمة كورونا وسلالتها الجديدة التي أصبحت مصدر قلق عالمي، هذا اضافة الى الأزمة المعيشية الحادة والحديث عن رفع الدعم. وفي هذا الوقت تم تداول معلومات عن احتمال مغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري الى باريس لقضاء فترة الأعياد، ما يؤكد غياب أي خرق محتمل او أي استئناف لمفاوضات التشكيل.

توازيا، ومع هذه الصورة السوداوية، تتجه الأنظار الى الاجراءات المتخذة للحد من ارتفاع اصابات كورونا بعدما بلغت أرقاماً مخيفة لا يمكن تجاهلها او السكوت عنها، وهو ما ألمح إليه وزير الداخلية محمد فهمي من بكركي، متحدثاً عن إعادة اقفال البلد في السنة الجديدة. وكان صوت اللقاء الديمقراطي عاليا في بيانه الذي دعا إلى وقف المناسبات والتخلي عن بعض التقاليد التي تهدد حياة الناس، وإقفال المدارس بعد انتهاء العطلة نظرا للانتشار الواسع في العدوى والسلالة الجديدة التي تنتقل بسرعة وتصيب الأطفال.

مصادر وزارة الصحة أكدت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية ان وزير الصحة حمد حسن سيوقع غدا الاثنين عقد شراء اللقاح مع شركة "فايزر" على ان تصل الدفعة الأولى منه الى لبنان في الأسابيع المقبلة أو أوائل شباط كحد أقصى، وهذا اللقاح يستفيد منه بالدرجة الأولى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة المعرّضين للإصابات، وبعد ذلك يأتي دور الطواقم الطبية والممرضين ثم تسير الأمور بشكل تلقائي على جميع المواطنين.

طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعة البروفسور بيار أبي حنا تخوّف في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية من زيادة عدد الحالات المصابة بكورونا في هذين الأسبوعين وبمناسبة الأعياد ما قد يضاعف من عدد الحالات التي تحتاج لعناية طبية، مشيرا الى أن السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا وجنوب افريقيا والتي وصفها بأنها الأسرع انتشارا من كورونا العادية بنسبة قد تصل الى ما بين 60 و80 في المئة، وأن تأثيرها على الأولاد اكثر، لكنها لا تؤدي إلى وفاة المصابين الذين يمكن معالجتهم، داعيا الى الحماية المجتمعية والتزام الجميع بوضع الكمامة والتباعد الجسدي والتقليل من المشاركة في الاحتفالات التي يجب ان تقتصر على مجموعة أشخاص مع المحافظة على التباعد.

ابي حنا أمل بعد توقيع وزير الصحة على شراء اللقاح ان يصل الى لبنان في غضون أسابيع قليلة، ولكن من الآن ولغاية وصول اللقاح على اللبنانيين عدم الاستهتار بصحتهم والالتزام الكامل بالوقاية التي أصبحت معروفة.

وتوقف ابي حنا عند ارتفاع نسبة الوفيات، ناقلا شكوى المستشفيات الخاصة من عدم تغطية شركات التأمين لمرضى كورونا ما يؤدي الى زيادة الضغوط على المستشفيات الحكومية في ظل عدم قدرتها على تأمين الأسرّة لهم بسهولة، لافتا الى ان المستشفيات الخاصة تقوم بجهد مضاعف لتغطية النقص الحاصل في المستشفيات الحكومية.

بدوره، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون تخوّف في اتصال مع جريدة "الأنباء" الالكترونية من الوصول الى أزمة كبيرة اذا ما استمر الارتفاع في إصابات كورونا على النحو القائم، ما قد يؤدي الى عدم قدرة المستشفيات الحكومية والخاصة على استقبال المصابين.

وقال هارون: "اذا استمرت الاصابات على هذا المستوى يصبح الوضع كارثي جدا"، لافتاً الى ان نصف عدد المستشفيات الخاصة بدأت تستقبل مرضى كورونا على الرغم من خطورة انتقال العدوى الى الطواقم الطبية.

هارون رأى أن نسبة الاصابات بكورونا أصبحت عالية جدا وهي مرشحة لازدياد في فترة عيد رأس السنة، قائلا بأنه لا يعتقد ان الاجراءات الأمنية ستكون مشددة لدرجة تجعل غالبية اللبنانيين يلتزمون بها.

وعن المستحقات المالية للمستشفيات الخاصة لدى الدولة، أشار هارون إلى انها حُلّت جزئيا وتم دفع المستحقات عن الطبابة العسكرية فقط لكن مستحقات وزارة الصحة وقوى الأمن الداخلي لم تُحل بعد.

في المقابل، تحدثت مصادر أمنية للأنباء الالكترونية عن اجراءات مشددة باشرت تطبيقها وذلك لترجمة القرارات التي اتخذها وزير الداخلية في هذا الشأن بعد الارتفاع المفرط بعدد الاصابات.

المصادر لفتت الى الاجراءات الصارمة التي قد يتخذها وزير الداخلية محمد فهمي وأن كل الخيارات اصبحت مفتوحة اذا ما استمرت الحال على ما هي عليه، وأن خيار العودة الى الاقفال التام سيكون من بين التدابير التي قد تحصل، كاشفة عن اجتماع تقييمي مطلع السنة الجديدة لخلية الأزمة الحكومية وعلى ضوء النتائج التي تصدر عنه ستتخذ الخطوات اللازمة التي سيتقرر بموجبها العودة الى الاقفال من عدمها.

اما بما يتعلق بإقفال مطار بيروت، أشارت المصادر إلى أنه لا معلومات تشير الى ذلك في الوقت الحاضر، خاصة وأن المغتربين الذين عادوا الى لبنان لقضاء فترة الأعياد مضطرين للعودة إلى أعمالهم ومن غير الممكن اقفال المطار بوجههم ما قد يتسبب بخسارتهم لوظائفهم.

المصادر أشارت الى تدابير مشددة ليلة رأس السنة من قبل الجيش والقوى الأمنية، داعية المواطنين الى تطبيق الاجراءات الوقائية تفاديا للملاحقة القانونية التي قد تصل الى حد توقيف المخالفين وحجزهم.