Advertise here

"واشنطن بوست" تعدّ دراسة عن اللاجئين السوريين.. هل يرغبون بالعودة من لبنان؟

25 كانون الأول 2020 11:36:03

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً تطرّقت فيه إلى اللاجئين السوريين، لفتت فيه إلى أنّ الضغوطات التي تفرضها بعض الدول المضيفة لن تقنع أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري بالعودة إلى بلادهم، في وقت يواجهون البرد وفصل الشتاء القاسي، إضافةً إلى جائحة كوفيد 19 والوضع الإقتصادي الصعب، خصوصًا في تركيا، لبنان، الأردن والعراق.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ اللاجئين يواجهون تحديات كبيرة، من ضمنها القيود الصارمة التي تعيق سبل العمل أمامهم، إلى جانب العوائق المالية والسياسية للحصول على الإقامة بشكل قانوني. وأضافت الصحيفة أنّ العام 2020 حمل معه تفاقم الأزمات الاقتصادية في الأردن ولبنان، مما زاد من صعوبة عمل اللاجئين وقدرتهم لدفع الإيجارات وشراء الاحتياجات الأساسية.

وفي الوقت الذي تُطرح فيه تساؤلات عن وجود نية لدى اللاجئين للعودة إلى سوريا كما يحثهم عدد من الحكومات المضيفة، أعدّت الصحيفة استبيانًا جمع معلومات تساعد في شرح سبب إحجام العديد من اللاجئين عن العودة إلى ديارهم.  

توازيًا، استضافت دمشق مؤتمرًا حول اللاجئين السوريين، بدعم روسي، بمشاركة لبنانية وعراقية، فيما قاطعته قوى غربية وإقليمية. وخلال المؤتمر، هاجمت الحكومة السورية الغرب بسبب فرض عقوبات اقتصادية ونقص مساعدات إعادة الإعمار، بحجة أن هذه السياسات تمنع السوريين من العودة. وقد ردّ بعض المحللين بالقول إن المؤتمر بدا أنه يتعلق بالمواقف السياسية أكثر من مساعدة السوريين على العودة إلى ديارهم.

في الدول المضيفة مثل لبنان، تواصل بعض الأحزاب السياسية دفع اللاجئين للعودة إلى ديارهم، وحمّلت بعض الأطراف اللاجئين مسؤولية الكثير من المشكلات التي واجهها لبنان، وهو موقف يساعد في صرف الانتباه عن الخلل الحكومي ويبرر المطالب بالحصول على المزيد من المساعدات الدولية. في المقابل، يحثّ القانون الدولي للاجئين على أن تكون عودة اللاجئين آمنة وطوعية ومستدامة، فما هي آراء اللاجئين السوريين في مسألة العودة؟

من أجل التوصّل إلى نتيجة واضحة حول ما يفكّر فيه اللاجئون وإذا ما كانوا يرغبون بالعودة إلى ديارهم، أجرت "واشنطن بوست" إستبيانًا ومقابلات مع أكثر من 3000 لاجئ سوري في لبنان خلال الفترة الممتدة بين آب و تشرين الأول 2019، وخلصت النتائج إلى أنّ 5% من المشاركين يرغبون بالعودة إلى سوريا خلال عام، فيما قال 63% إنّهم يفكرون بالعودة في مرحلة ما.

وأبرز الإستبيان أنّ اللاجئين يراقبون عن كثب الوضع في سوريا، وبيّنت أنّ السوريين يضعون الأوضاع في سوريا في سلّم أولوياتهم لاتخاذ قرار العودة وليس الأوضاع في لبنان، موضحين أنّهم يهتمون بسلامتهم الجسدية وأمنهم في بلدهم، ويخشون اضطهاد النظام والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية، إلى جانب التجنيد العسكري الإجباري والظروف الاقتصادية الصعبة ونقص الخدمات العامة.

ووفقًا للنتائج، فإنّ الصحيفة تستبعد أن تنجح الجهود المبذولة لدفع اللاجئين السورين إلى العودة إلى ديارهم، والتي تشمل التدابير التي اتخذها النظام السوري والجهات التي تدعمه، حيث يستخدمون قضية العودة كورقة مساومة، ويصرون على رفع العقوبات الإقتصادية وتأمين مساعدات لإعادة إعمار سوريا قبل تأمين عودة اللاجئين.  

وختمت الصحيفة نتائج دراستها بالإشارة إلى أنّه من المتوقع أن يستمر اللاجئون والمجتمعات المضيفة في العام 2021  بالاعتماد على المنظمات الإنسانية للحصول على المساعدة، كما أنّ السياسات التي تجعل الحياة صعبة بالنسبة للاجئين أو تلك التي تشجعهم على العودة  غير فعالة في دفعهم للعودة إلى ديارهم.