بدأت إيران بإتخاذ إجراءات إحترازية، بعد إعلان الولايات المتحدة عن دخول غواصة الصواريخ الموجهة "يو إس إس جورجيا" العاملة بالطاقة النووية، إلى منطقة الخليج، وتحليق قاذفتي قنابل أميركيتين من طراز بي 52 قرب المجال الجوي الإيراني.
وفي هذا السياق، علمت جريدة «القبس» من مصادر مطلعة من داخل إيران، عن معلومات تفيد بـ"تعزيز إيران دفاعاتها الجوية حول منشآتها النووية، كإجراءات احترازية تحسباً لأي تطورات عسكرية مفاجئة قد تطرأ في ظل التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران قبل رحيل الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب من البيت الأبيض".
وأكدت المصادر الإيرانية المطلعة بأن "دفاعات ورادارات القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، تتولى الآن حماية المنشآت النووية الإيرانية من الضربات الصاروخية الأميركية المحتملة واستنفرت هذه القوات بشكل واسع جداً جميع قدراتها الجوية لحماية المنشاة النووية الإيرانية من توجيه أي ضربة صاروخية محتملة تهدف إلى تعطيل عمليات تخصيب اليورانيوم في هذه المنشأت الحيوية بالنسبة لبرنامج ايران النووي".
وتعتبر منشآة «فوردو» النووية من أهم المحطات النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم والتي تم إكتشافها من قبل المخابرات الغربية في عام 2006 في بداية ولاية الرئيس الإيراني الأسبق محمود احمدي نجاد، وكانت من أهم عوامل الخلاف بين إيران ومجموعة 5+1 في المفاوضات النووية الإيرانية.
تحركات مشبوهة
نشرت وكالة «أسوشيتد برس»، يوم الجمعة الماضية صوراً من الأقمار الصناعية، تظهر قيام إيران بتحركات مشبوهة وبناء أجزاء جديدة في «منشآة فوردو النووية» جنوب غربي العاصمة طهران وسط التوترات بين طهران وواشنطن.
وكشفت المصادر الإيرانية المطلعة لـ «القبس» عن نشر "الحرس الثوري منظومة «باور 373 الصاروخية»، مع منظومة «سام» الصاروخية الروسية للدفاعات الجوية في محيط منشأة فوردو النووية الإيرانية".
كما وأكدت المصادر لـ«القبس» "تعزيز القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني دفاعاتها الجوية في محافظة اصفهان وسط إيران، حيث توجد أبرز منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم وهي «منشأة نطنز النووية» والتي كشفت المعارضة الإيرانية عام 2002 لأول مرة عن وجودها، حيث أخفقت إيران في إعلانها للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
عمليات «تخريبية»
منشئتا فوردو ونطنز النوويتان تعبتران من أهم المنشأت النووية الإيرانية لإجراء عمليات تخصيب اليورانيوم ضمن برنامج إيران النووي، وطالبت الولايات المتحدة في المفاوضات النووية الإيرانية إغلاق منشأة نطنز النووية تماماً بينما رفضت طهران ذلك.
وبعد إغتيال أبرز علماء ايران النوويين محسن فخري زاده، يتردد في طهران وخاصة داخل الأوساط العسكرية والسياسية الإيرانية، عن مخاوف حقيقية من تعرض المنشآت النووية الإيرانية والتي تعمل على «عمليات تخصيب اليورانيوم» لهجمات صاروخية خلال الأسابيع المتبقية من رئاسة ترامب.