Advertise here

كورونا ضيف الميلاد الثقيل.. الأعياد مختزلة حول العالم

25 كانون الأول 2020 09:08:00 - آخر تحديث: 25 كانون الأول 2020 11:27:43

لا يمت عيد الميلاد هذا العام لأعياد الأعوام السابقة بصلة، فالاحتفالات تبدو مقتضبة في كل مكان، بل مثقلة بقيود مفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد. ففي قارات العالم الخمس، سُجلت أرقام تبعث على الحزن بأكثر من 1.7 مليون وفاة ناجمة عن الفيروس الفتاك، فيما تظهر بؤر وبائية جديدة مذكّرةً بأنه رغم وصول أولى اللقاحات، لن تعود الحياة سريعاً إلى طبيعتها.

بيت لحم

تحت سماء رمادية ممطرة، حضر حشد صغير لمشاهدة موكب عيد الميلاد التقليدي في شوارع  بيت لحم  الذي عادة ما يجتذب الآلاف كل عام. لكن لم يشاهد العرض سوى بضع مئات من الأشخاص الذين وضعوا كمامات وحملوا مظلات فيما رفرفت الأعلام الفلسطينية وأعلام الفاتيكان على وقع الطبول وأصوات مزاريب القربة. ووسط القيود الصارمة المفروضة للسيطرة على تفشي الفيروس وحظر دخول القادمين من الخارج، انطلقت خمس سيارات فقط من مدينة القدس للمشاركة في موكب عيد الميلاد المتوجه إلى مدينة بيت لحم حيث وُلد المسيح.

وبينما كانت سيارة البطريرك اللاتيني بييرباتيستا بيتسابالا تمر عبر بوابة يافا في القدس، كانت الشوارع في الحي المسيحي في البلدة القديمة فارغة، وأغلقت المتاجر أبوابها.

في هذا السياق قالت إحدى المحتفلات التي حضرت العرض مع زوجها وطفليها في ساحة المزود أمام كنيسة المهد، واسمها جانيا شاهين إن "الأمر مختلف هذا العام لأننا لا نأتي للصلاة في كنيسة المهد، لا يمكننا الاجتماع مع  العائلة، الجميع خائفون". وتضيف بالقول: "رؤية الناس هنا اليوم تبعث على البهجة، لكن الساحة خالية مقارنة بالعام الماضي. لم يحضر سوى أهالي بيت لحم".

وبسبب الجائحة،  تقرر ألا يقام قداس عام مساء يوم 24 كانون الأول في الكنيسة، كما لن تنظم مواكب للقادة الفلسطينيين، بل قداس لعيد الميلاد يجمع رجال الدين فقط وينقل مباشرة إلى جميع أنحاء العالم.

عام حزين

في أستراليا، التي اعتبرت في وقت من الأوقات نموذجاً لحسن إدارتها أزمة كوفيد-19، سُجل ارتفاع جديد في عدد الإصابات في شمال سيدني، المدينة التي لم يسمح لسكانها باستقبال أكثر من عشرة أشخاص في بيوتهم، وخمسة فقط في حال كانوا يقطنون في إحدى "بؤر" تفشي الوباء.

وسجّل جيمي أرسلان الذي يملك مقهيين في أحد أكثر أحياء المدينة تضرراً، انخفاضاً بنسبة 75 بالمائة في رقم أعماله. ولن يتمكن من مواساة نفسه مع عائلته، كونها تعيش في كانبيرا، ولا يسمح لها بالتالي بالسفر خلال العيد لزيارته.

ويقرّ الرجل البالغ من العمر 46 عاماً بأنّ "الأمر يفطر القلب.... إنها نهاية حزينة لعام حزين". ويتابع ممازحاً: "علينا جميعاً أن نرحب بعام 2021 وأن نركل 2020 بعيداً!".

وحتى الساعة، تعتزم سيدني الشروع باستقبال العام الجديد بألعابها النارية المبهرة. وقالت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجيكليان إن العرض الذي يمتد سبع دقائق سيقام "مهما حصل".

أوروبا

في غضون ذلك تعيش غالبية أجزاء أوروبا بدورها أكثر مواسم الشتاء حزناً، وسط عودة تفشي الوباء في العديد من دولها. وأرغمت  ألمانيا  على التخلي عن فتح أسواقها الشهيرة الخاصة بعيد الميلاد، بينما يعتزم البابا فرنسيس إحياء قداس منتصف الليل ساعتين قبل موعده تماشياً مع تدابير الاحتواء التي فرضتها السلطات الإيطالية.

في هذه الأثناء سيقضي آلاف من سائقي الشاحنات الأوروبيين ليلة العيد هذه في ظروف تعيسة، عالقين قرب ميناء دوفر في المملكة المتحدة التي تخرج على مضض من عزلة تسبب بها ظهور  سلالة متحورة  جديدة من فيروس كورونا على أراضيها.

بدروه، قال السائق البولندي إسدراش شوازا بغضب "كل العالم يقول لنا أن نأتي إلى هنا وننتظر لكننا لا نريد أن ننتظر!"، فيما كان ينتظر الأربعاء في مطار مانستون السابق حيث من المقرر أن تخضع الحكومة البريطانية آلاف السائقين لفحوص كورونا.

ويواصل الرجل قائلاً باستياء شديد: "إنهم يقولون إننا سنخضع لفحص كوفيد" لكن "شيئاً لم يحصل حتى الآن... ليست لدينا أية معلومة، لا شيء... لدي ولدان صغيران، وزوجة، لا أريد سوى أن أكون معهم" في بولندا.

أعياد مختزلة

وبمواجهة ارتفاع عدد الإصابات في البرازيل، منعت بلدية ريو دي جانيرو الدخول ليلة 31 كانون الأول إلى حي كوباكابانا الشهير لتفادي حصول تجمعات. ويترقب الملايين عادة مشاهدة الألعاب النارية التي ترافق الاحتفال بعيد رأس السنة، لكن إلغاءها أُعلن منذ تموز الماضي.