Advertise here

تحذير طبي... منع النرجيلة في موسم الأعياد وإلّا آلاف الإصابات بكورونا مطلع 2021

23 كانون الأول 2020 11:10:10

عشية موسم الأعياد، وفي ظل فتح القطاعات، ولا سيّما المطاعم، أبوابها أمام الزبائن، ترتفع مخاطر انتشار فيروس كورونا، وهذه المرة بشكل كارثي إذا لم يتم الالتزام بشروط الوقاية الصحية، ومنها التباعد الاجتماعي، وعدم الاكتظاظ والالتزام بنسبة 50 في المئة من القدرة التشغيلية للمطاعم والمقاهي.

وهذه الشروط المفروضة على القطاعات السياحية، لا بد أن تنسحب أيضاً على المنازل، والتي ستكون وجهة اللبنانيين لقضاء عيدَي الميلاد ورأس السنة، حيث المخاطر هي نفسها في حال الاكتظاظ داخل الغرفة الواحدة.

إلّا أن مشكلة كبيرة لا بد من الإشارة اليها، ويحذّر القطاع الطبي منها، وهي النرجيلة ودورها المساعد في انتشار الفيروس.

ويكشف البروفيسور في مستشفى الجامعة الأميركية، غسان سكاف، عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "الإحصاءات في لبنان تفيد أن 33% من الشابات و42% من الشباب بين 16 و 18 سنة، يستخدمون النرجيلة في المطاعم والمقاهي. وهؤلاء هم "الموزعون الصامتون" لفيروس كوفيد19 لأن أكثر من 80% من الحالات في هذه الفئة العمرية هي حالات خفيفة يتعافى منها المصابون دون أن يدركوا أنها كورونا".

وقال: "علينا الوقاية والعمل على منع تحوّل الإصابة الفردية إلى إصابة جماعية ثم انتقال العدوى على مستوى المجتمع.

 وقد كشفت هذه الأزمة المأساوية أن الأفراد عاجزون كلياً عن مواجهة الفيروس، وأن المواجهة تتطلب تدخل الدولة بقوة وفاعلية، وأن ما كان يمكن أن يصحّ في احتواء الانتشار في بداية الوباء لا يصحّ اليوم، وأن على المجتمع التوقف عن تسخيف العلم والطب، والترويج لنظريات المؤامرة".


واعتبر ان، "التجمعات الاجتماعية خلال أعياد الميلاد ورأس السنة ستوفر فرصةً كبيرة لانتشار الوباء. وقد أظهرت الأدلة العلمية أن استخدام النرجيلة يرتبط بزيادة خطر انتقال فيروسات الجهاز التنفسي بالإضافة إلى فيروسات أخرى، وذلك لأن الطبيعة الجماعية  لتدخين النرجيلة تعني استعمال خرطوم واحد يتم تقاسمه بين المستخدمين في المقاهي والمطاعم. كذلك توفّر النرجيلة نفسها (بما في ذلك الخرطوم والحجرة) بيئة تعزز بقاء الكائنات الحية ومن ضمنها الكوفيد19. وتميل معظم المقاهي إلى عدم تنظيف النرجيلة بعد كل جلسة تدخين لأن ذلك يتطلب عمالة كثيفة ويستغرق وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى خطر نقل الفيروس من قِبل مقدّمي خدمات النرجيلة".


وأضاف سكاف، "تفيد الدراسات العالمية أن ساعة واحدة من تدخين النرجيلة تساوي 200 نفخة في هواء صالة مقفلة، مما يزيد من خطر التدخين السلبي. فعند الزفير ينتقل الرذاذ التنفسي من شخص مصاب ويلتصق فيروس كوفيد19 المعلّق في قطرات جهاز التنفس بالجسيمات وجزيئات الدخان المتولدة عن تدخين النرجيلة، ما يؤدي إلى انتقال كوفيد19 لأشخاص آخرين في المحيط. هذا الخطر يزداد بصورة كبيرة في الصالات الداخلية سيّئة التهوئة مع وصول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، مما يفرض انتقال حركة المجتمع إلى الأماكن المغلقة، وحيث لا يتم استخدام الكمامة أو في حال إزالتها مؤقتاً".


ودعا سكاف إلى، "إصدار قرار جريء من السلطة القائمة بمنع النرجيلة في الأماكن المغلقة في المقاهي والمطاعم على كل الأراضي اللبنانية في فترة الأعياد، ومعاقبة الذين يخرقون القواعد، وإلّا قد يتحول لبنان إلى قنبلة موقوتة بالمصابين والموتى في بداية 2021. فكفانا عملاً بمنهجية بالية، وأدوات بالية، في ظروف خطرة واستثنائية".

ويُشار إلى أن وزارة السياحة قد طلبت من المؤسّسات كافة في بيانها الأخير التقيّد بقانون الحد من التدخين 147/2011، إلّا أن هذا القانون، وللأسف، غالباً ما لم يتم الالتزام به، الأمر الذي يستوجب التعاطي مع هذا التحذير الطبي بجدية أكبر وإعطائه أولوية من قِبل السياحة كما المؤسّسات نفسها، وطبعاً من قِبل لجنة كورونا الوزارية كي لا نصل إلى السيناريو الكارثي مطلع العام الجديد.