Advertise here

عدوى الجوار

23 كانون الأول 2020 11:09:00 - آخر تحديث: 23 كانون الأول 2020 11:16:44

كم من فكرةٍ قد تطرق باب التساؤل في مخيّلتك عندما تسمع كلمات، "مصوّر، اغتيال، موت" في جملة واحدة، ويكون المصوّر هو الذي في الصورة، وهو الخبر!

في بلد غير لُبنان، ربما تكون القضية قضية عصابات خائفة على نفسها من بطش الدولة، واكتشفت أنّهُ تم رصدها، فقامت بإبادة الخطر. ولكنّنا في لُبنان حيث كُلُّ شيء مرتبط بالسياسة، والطائفية، والمحاور. 

هي نفس العصابات، لكن بنظام دولة وتتخلّص من الخطر خوفاً من بطش الشعب، وكما طمسوا الحجارة في بيروت يريدون كَتمَ الحقيقة برصاصة في رأس الوطن. 

هي نفسها الأخبار والحوادث التي تحصل حولنا دائماً. نفس الطريقة الوحشية بالتعامل مع حياة الإنسان، وذات الغموض بكل شيء يحدث. إنّها حالةٌ تحيط الدول المجاورة منذ سنين، وها هي العدوى تنتقل إلينا بعدما أهلكوا البلاد والعباد، وجعلوا من لبنان عجوزاً عليلاً وهو في ريعانِ شبابِه. 

لبنان بلد المجرم من دون عقاب، وموطِنُ الحرّ فيه هو السجن. نصحو في كل صباح لنبدأ رحلة التأقلم مع لبنان الذي يتغيّر ونحاول أن نفهم ما يجري حولنا، وأن نفهم مفهوم العقاب في هذا الوطن، وتحت أيّ معيار تطرق مطرقة القضاة. 

حادثةٌ قد تأخذك إلى دهاليز التساؤلات وحيرة معرفة السبب، لتجد نفسك في واقعٍ فيه كُلّ شيء عكس التقدّم، ومنطق فيه كل شيء لا- منطقي، وماضٍ يواكب الحاضر ولا ينتهي، ومستقبلٍ نهايته غامضة، وسيّئة بأحسن الأحوال.

 هذا هو لبنان اليوم. هذا ما تبقى لنا من بلاد الأرز.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".