Advertise here

خصائص سلالة كورونا الجديدة.. سرعة الإنتشار وإصابة الأطفال

22 كانون الأول 2020 16:05:03

يأبى العام 2020 ترك البشرية بلا مصائب وكوارث إضافية: سلالة جديدة من كورونا في نهاية العام، فرضت حال من الرعب مشابه لبداية العام. 

ما زال البحث حول هذه السلالة جارياً. وليس هناك معطيات إذا كانت هذه السلالة أخطر من السابقة، أو إذا كانت اللقاحات المكتشفة أقل فعالية. لكن البيانات المقلقة حول سرعة انتشار هذه السلالة، وتحذير علماء بريطانيين من أنها تصيب الأطفال أسوة بالبالغين، قد يعيد البشرية خطوة إلى الوراء، ويعيد حساب استراتيجيات تلقيح السكان، طالما أن الأطفال عرضة للوباء مثل غيرهم. 

كورونا "الرحيم"
رغم أن فيروس كورونا الذي مضى عليه نحو عام كان لديه قابلية لإصابة الأطفال، إلا أنه كان رحيماً معهم. فكل البيانات العالمية حول توزع الإصابات في سلم الأعمار أظهرت أن نسب قليلة من الأطفال يصابون بهذا الوباء. وفي حال الإصابة تكون الأعراض إما طفيفة أو لا تظهر بتاتاً. كما أظهرت البيانات أن انتقال العدوى بين الأطفال قليلة جداً. هذا فضلاً عن أن انتقال العدوى من الأطفال إلى الكبار تكاد تكون غير مرئية، أو غير معبرة إحصائياً، بل العكس يحصل غالباً. ومرد الأمر إلى كمية الفيروس عند الأطفال المصابين منخفضة جداً، قياساً بالأشخاص البالغين.
لكن وبعد عودة الأطفال إلى المدارس، رغم الإجراءات المشددة على السكان في معظم الدول، اثر اكتشاف صعوبة انتقال العدوى بين الأطفال، سيكون لهذه السلالة الجديدة تداعيات على عودة الأطفال إلى المدارس من جديد، خصوصاً بعد تحذير مجموعة من علماء الأوبئة البريطانيين من انتقال العدوى باتت متشابهة بين الأطفال والكبار، في ظل السلالة الجديدة.

خاصية الانتشار بين الأطفال
لا تأكيد بعد حول مدى فتك هذه السلالة بالأطفال. لكن مجموعة علماء الأوبئة الاستشارية التي شكلتها الحكومة البريطانية، لمراقبة التهديدات الفيروسية الجديدة للجهاز التنفسي، أكدت أن السلالة الجديدة المنتشرة في جنوب بريطانيا، لها خاصية الانتشار السريع وقد تصيب الأطفال مثل الكبار، خلافا للسلالات السابقة من الفيروس. 

ووفق أحد أعضاء اللجنة، وأستاذ وعالم الأوبئة والأمراض المعدية في لندن إمبريال كوليدج، نيل فيرغسون، فالبيانات المجمعة عن العدوى في جنوب شرق البلاد تظهر أن السلالة الجديدة لديها خاصية عدوى مرتفعة جداً بين الأطفال، أكثر من السلالات الأخرى الموجودة. وقال: لدينا إشارات أن هذه السلالة تميل بشكل أعلى لإصابة الأطفال. لم نثبت أي نوع من السببية بخصوص ذلك، لكن يمكننا رؤية ذلك في البيانات. ولا نزال بحاجة إلى جمع مزيد من البيانات لنرى كيف تتصرف هذه السلالة.

من ناحيتها أكدت المتخصصة في علم الفيروسات في لندن إمبريال كوليدج، ويندي باركلي، وهي أحد أعضاء المجموعة الاستشارية، أنه خلال إقفال إنكلترا لاحظوا تغيرات في توزع الإصابات بين الأعمار. هناك انتقال للفيروس في سلم الأعمار بخصوص الأطفال. وقد اكتشفوا إصابات بين الأطفال معبّرة احصائياً. 

وأضافت أن ملاحظاتهم لا تعني أن هذه السلالة تصيب الأطفال أكثر من غيرهم، أو أن لدى هذه السلالة أي شيء محدد يجعل لها قابلية لإصابة الأطفال، موضحة أنه بات معروفاً أن كوفيد19 لم يكن فعالاً في إصابة الأطفال مثل الكبار. لكن يبدو أن السلالة الجديدة لها قدرة على الالتصاق بخلايا الانسان أكثر من الفيروس السابق الذي كان يصارع لنقل العدوى للأطفال. بينما طريقة دخول السلالة الجديدة إلى الخلايا باتت أسهل، ما يعني أن الأطفال، ربما باتوا معرضين كذلك للإصابة بهذا الفيروس مثل البالغين، ومن المتوقع أن نرى إصابات أعلى بين الأطفال. 

فعالية اللقاح 
بدوره شرح رئيس المجموعة بيتر هوربي، وهو أستاذ للأمراض المعدية الناشئة في جامعة أكسفورد، أن الاجتماع الذي حصل بين مجموعة من العلماء لدراسة البيانات يوم الإثنين، خلص إلى أن الجميع لديهم ملء الثقة أن هذه السلالة الجديدة لديها قابلية في سرعة الانتشار أكثر من أي نوع آخر من سلالات كورونا الموجودة في المملكة المتحدة.

إلى ذلك لفتت باركلي إلى أن العلماء يدرسون الآن إذا كان اللقاح ما زال فعالاً على هذه السلالة. وجميع المختبرات في المملكة المتحدة تعمل بشكل حثيث على تحديد إذا كانت المضادات الحيوية التي يشكلها اللقاح قادرة على التعرف على هذه السلالة من خلال بروتين سبايك. 

وأضافت أنه من غير الممكن أن يبطل تغيرّ أساسي في بروتين "سبايك" فعالية اللقاحات، لأن الجهاز المناعي يفرز مضادات حيوية تحارب الفيروس من زوايا عدّة. لكن، ثمة إمكانية أن تضعف قدرة المضادات الحيوية على رؤية الفيروس إلى حد ما، وهذا الأمر نحتاج إلى التأكد منه.

اكتشاف أول حالة
نقلت صحف بريطانية أن السلالة الجديدة من الوباء، جاءت من طريق شخص في منطقة "كنت" جنوب شرق إنكلترا. وهو أول شخص نقلها إلى الآخرين في شهر تشرين الأول الماضي. 

لقد أعادت هذه السلالة الجديدة التذكير بالهلع العالمي عقب تفشي وباء كورونا نهاية العام 2019 ومطلع العام الحالي. وبات مؤكداً أن التحول الذي طرأ على الفيروس جعله أسرع في الانتشار، كما أوضحت "المجموعة الاستشارية". لكن لا دليل قاطعاً على أنها أكثر فتكاً، من الفيروس السابق، أو تسبب أعراض خطرة أكثر منه. إلا أن المخاوف بشأن انتقال العدوى بين الكبار والأطفال بشكل متساوٍ، سيعني أن الأطفال لن يكونوا في منأى عن الوباء الحالي. وهذا سيجعل العالم كله يعيد حساباته مع استراتيجيات تلقيح السكان، خصوصاً أن فئة الأطفال وضعت في أخر سلم أولويات تلقي اللقاح.