Advertise here

سلالة كورونا الجديدة.. البزري: المعادلة لم تتبدّل مع الطفرة

21 كانون الأول 2020 15:47:50

لم تكد الأخبار السارة المتصّلة بفيروس "كورونا" تُعلن مع التوصل إلى لقاح فعّال ضدّه عقب عام من المعاناة العالمية، حتى ظهرت سلالة جديدة من الوباء في بريطانيا سريعة الانتشار، دفعت العديد من الدول إلى وقف الرحلات من وإلى لندن، حيث أكّد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أنّ "السلالة الجديدة خرجت عن السيطرة". 

وفي حين لا تزال مخاطر وتفاصيل الطفرة هذه ضبابية، اجتمعت اللجنة العلمية في وزارة الصحة العامة وأصدرت مقررات قضت بـ "توقيف الرحلات من لندن بضعة أيام للاستيضاح، والتزام الوافدين الذين أتوا عبر لندن بحجر منزلي إلزامي لخمسة أيام يخضعون بعدها لفحص PCR مع متابعة من قبل وزارة الصحة والسلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع رفع توصية للجنة الوزارية الحكومية بإلزامية الحجر للوافدين عبر لندن في الفندق ثلاثة أيام يخضع بعدها هؤلاء لفحص الـPCR قبل مغادرتهم الفندق". 

وفي الإطار، شرح رئيس "اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية" والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري لـ "المركزية" أن "قرار الاستيضاح جاء لسببين، إذ نحن بحاجة أوّلاً إلى معرفة ما يحصل بدقّة أكبر وهذا يتطلّب التزوّد بالمعلومات اللازمة من "منظّمة الصحة العالمية" وبريطانيا، إلى ذلك بعض الدول الأروربية سبق أن أوقفت الرحلات مع لندن من هنا تقرر السير بهذه الخطى موقتاً لحين اتّضاح الصورة أكثر"، مضيفاً "يجب البحث في الإجراءات التي ستتخّذ بالنسبة إلى الذين يريدون العودة من بريطانيا أو السفر إليها، أما الذين وصلوا حديثاً سيخضعون للعزل مع إجراء فحص PCR". 

وأوضح أن "التغيير أمر طبيعي لدى الفيروسات، وإذا لم يشهد أحدها تغيّراً لا يعدّ فيروساً، خصوصاً إذا كان RNA مثل الـ "كورونا"، مع العلم أن هذا ليس أوّل متغيَّر، فالفيروس الذي تمّ عزله في مدينة ووهان الصينية منذ سنة شهد تغيّرات عدّة، لكن ميزة ذلك الذي انتشر في بريطانيا جمع أكثر من متغيّر فيه، إلى جانب إمكانية أن يكون أكثر انتشاراً لكن من غير المتوقّع أن يكون أكثر فتكاً ولهذا السبب أثار القلق. إلى ذلك، القناعة السائدة حتى اللحظة أن هذا الفيروس لا يزال يتأثّر باللقاح، ما يعني أن ما من خوف على نسف كلّ اللقاحات التي تمّ إثبات فاعليّتها ضدّه". 

وعن إمكانية العودة إلى نقطة الصفر بسبب خاصيّة سرعة الانتشار، نفى البزري هذا الاحتمال، مؤكّداً أن "كورونا" موجود ويتكاثر والحرب الأساسية ضدّه تعتمد على نقطتين أساسيتين: الأولى، التزام معايير التباعد الاجتماعي والوقاية عبر ارتداء الكمامة والحفاظ على النظافة الشخصية، الثانية تتمثّل في تحقيق الأمل المرجوّ من اللقاحات ووصولها في الوقت المناسب لكلّ من يحتاجها. وهذه المعادلة لم تتبدّل بعد مع الطفرة الجديدة". 

وفي ما خصّ الوضع الوبائي محلّياً، رأى أن "نسبة الانتقال المجتمعي مرتفعة جدّاً ولبنان من الدول الأولى عالمياً لجهة انتقال العدوى داخل المجتمع، لكنّه يسجّل النسب الأفضل مقارنةً مع الدول الأخرى في ما يتعلّق بمعدّل الوفيات، لكن هذا لا يدعو إلى الاطمئنان، خصوصاً وأننا على أبواب الأعياد وراتفاع الأعداد مع بداية السنة وارد"، متمنيّاً على اللبنانيين أن "يكونوا خلال هذه الفترة أكثر حرصاً لناحية الالتزام بالإجراءات الوقائية من تباعد اجتماعي، والتزام ارتداء الكمامة والمحافظة على النظافة الشخصية ومنع التجمعات الكبرى وفي الأماكن المغلقة، لأننا نلتقي أفراد العائلة والعزيزين على قلوبنا بالتالي يهمّنا ألا ننقل العدوى إليهم ونعرّض حياتهم للخطر".