دموعٌ سُكبت في سواد ليل. وقلوبٌ تألمت ما بها ألم. أمٌ بكت، وطال الانتظار. دموعٌ سقت بلّلت أنهاراً. عيونٌ غفا على وعدها مزمار. شرايين كوى جسمها مقدار أعوام جنى على عمرها بدرٌ في لحظة قدرٍ غاب عن الأنظار، دفنَ في عمرها الحياة، وقتل كل الذكريات، وسكبَ كل التضحيات، وأخذَ كل الأمنيات. ما هذا الأنين؟ وما هذه "الخبريات"؟ أمهاتٌ تائهاتٌ في حرقة الوجع. غرق أبنائهنّ كغصن الشجر، وورق المزهر.
... غادِروا الحياة. ألم تقتل ضمائركم صيحات الغضب، ووجع القلوب، وحرمان "الضنى"، وفقد السند، وغياب الأخ، وانعدام الإنسانية، وتذوّق الحرمان؟
وطني، يا وطني. أناجيك. أناديك. أحيّيك يا وطن الشهادة، وكأنه قُدِّر لأبنائك الموت في سبيل الوطن. لكن، أين استكمال القضية في وجه العبودية؟ أين القضية في وجه من كسر الحرية؟ أين القضية في مقاومة من استعبد الشعب، ومدّ سلطته غير الشرعية؟ أين حكمُ العدالة الوطنية؟ أين القرار بالاستقلالية؟ لكن للأسف... حكامٌ يعمّرون مداميك الطائفية، وينسجون خيوط العبودية، ويفتحون أبواب الرحمة على شعبٍ عاش مناضلاً في سبيل العيش، ومات شهيداً فداء الوطن لتحيا الإنسانية.
لكن حكّام الشجع والطمع، حكّام الخيانة الوطنية، حكّام القمع وسجن الحرية. حكّام العار في دولةٍ باتت دكتاتورية في عصر حكّام الجهل والحقد والكراهية.
فكّوا قيود فجوركم، وافتحوا أبواب الحرية، وارحلوا واتركونا لنؤسّس دولةً حقيقيةً خاليةً من الشوائب أمثالكم لنصل إلى مكانٍ يصدق فيه القول، "مواطن حر وشعب سعيد".