Advertise here

سلطان في لقاء ثقافي لـ"التقدمي": قضية كمال جنبلاط المركزية فلسطين ولم يحِد عنها

19 كانون الأول 2020 17:06:00 - آخر تحديث: 19 كانون الأول 2020 23:41:34

اختتمت مفوضيّتا الثقافة والشباب سلسلة الحلقات الحوارية، والإضاءات الفكرية التي نظّمتاها لمناسبة الذكرى الثالثة بعد المئة لميلاد المعلّم الشهيد كمال جنبلاط عبر تطبيق "zoom"، بحلقةٍ خاصة مع المناضل توفيق سلطان، وبمشاركةٍ واسعة من الحزبيين من مختلف المناطق.

أبو ذياب

بدايةً رحّب مفوّض الثقافة بالمشاركين،  وعرّف بسلطان الذي كان على تماسٍ يومي ومباشر مع المعلّم الشهيد، وكان إلى جانبه في يومياته، وفي المراحل الخطرة من مراحل نضاله حتى استشهاده، ومن ثمّ تابع المسيرة إلى جانب رئيس الحزب وليد جنبلاط.

ولفت أبو ذياب إلى أنّ سلسلة اللقاءات التي نُظّمت كانت  للإضاءة على الجوانب الفكرية، والسياسية، والنضالية في حياة المعلّم الشهيد، وأيضاً الجانب السلوكي، والذي هو من النقاط الأساسية في حياته، وفي مسيرة الحزب التقدمي الاشتراكي. 

سلطان

 استهلّ توفيق سلطان كلامه بالحديث عن الرؤية التي أوصلته إلى المعلّم كمال جنبلاط، وهي أن المعلم  كان يحتل في التراث اللبناني موقعاً متجذراً في الأصالة، والقيَم الثقافية التي تمثّل الخلفية الأساسية لمزاج الحضارة العربية والإسلامية. إنّها العمق الروحي لمكوّنات النظام الكوني الذي ارتكزت  عليه وحدة  الإنسانية في فلسفته. ولفتَ إلى أن الفكرة الموحّدية ذات الأصول الدرزية، ربما كانت مؤثّرة في تكوينه الدرزي، لكنها اتّخذت بُعداً امتدّ إلى آسيا وتراثها الهندي، إنّما بوسائل المنهجة التي استقاها من تربيته وتعليمه في رحاب الإرساليات الأجنبية.

ولفتَ سلطان إلى أنّ معرفته بالمعلّم كمال جنبلاط بدأت  في الخمسينيات، وكان عمره  17 عاماً عندما دُعيَ المعلّم إلى احتفالٍ في طرابلس، في سينما أوبرا، حيث كان الحضور كثيفاً. وأُدخل المعلّم إلى القاعة حملاً على الأكتاف، وألقى خطاباً اشتعلت فيه القاعة بالتصفيق.

وأشار سلطان إلى أنّه تابع العمل السياسي في طرابلس بقضايا مطلبية،  وطلابية، ووطنية، وكان يتواصل مع المعلّم الشهيد ويطلب منه المساعدة في تلك القضايا إلى حين نكسة  1967، حيث توطّدت العلاقة مع المعلّم الذي دعاه إلى الانتساب للحزب ففعل، وتمّ تكليفه بإدارة فرع طرابلس حيث لم يلبث فيه سوى شهرين، ومن ثمّ استدعاه المعلّم إلى بيروت ليكون إلى جانبه، وكلّفه بأمانة سر الشؤون العربية.

وعرض سلطان الزيارات التي قام بها مع المعلّم الشهيد إلى مصر بدءاً من المشاركة بمأتم الرئيس جمال عبد الناصر، ثم لقاءه مع السادات، وما رافقه من أحداث، فضلاً على زيارة المملكة العربية (السعودية)، ولقاء الملك فيصل، وزيارة الكويت، وسوريا، وليبيا، والمغرب، والجزائر، وتفاصيل المحادثات مع رؤساء وملوك تلك الدول.

واعتبر سلطان أن نظرة المعلم كمال جنبلاط للعروبة كانت تختلف عن نظرة الأحزاب القومية، فهو كان يقول عروبة وليس وحدة. كان عاشقاً للحرية، ووجد أن الوحدة  تقيّد حريّته. وهو لم يرَ بأنه إذا طُرحت الوحدة العربية بأن لبنان سيزدهر، بل بالعكس سيتراجع ورغم ذلك استمرّ في متابعة العلاقات العربية.

وأكّد سلطان أن قضية المعلّم المركزية كانت فلسطين، وهو لم يحِد عنها، بل التزم بها، وبالقرار الفلسطيني المستقل، ودافع عن حرية العمل  لمنظمة التحرير، كما أن عروبته لم تنحصر فقط بالتزامه بالقضية الفلسطينية، وإنما  انفتح على العرب أيضاً. 

وفي مفهوم  الاشتراكية، أشار سلطان إلى أن المعلّم الشهيد كان يأخذ الاشتراكية من جانبها الإنساني، وكل الإنجازات التي تحقّقت في عهد الرئيس فؤاد شهاب كان المعلّم شريكاً فيها بدءاً من مجلس الخدمة المدنية، إلى المشروع الأخضر، إلى الإنعاش الاجتماعي، إلى القضايا المطلبية وغيرها من المجالات.

واستذكر  سلطان مسيرة مزارعي التبغ في الجنوب، حيث لم يكن وقتها وجودٌ لثنائيٍ شيعي، والتي ترأسها المعلّم وكان إلى جانبه  عبد المجيد الرافعي، وعلي الخليل، والشيخ محمد يعقوب، وفؤاد الطحيني، وفريد جبران، وزاهر الخطيب.

 ولفتَ أيضاً إلى أنّ المعلّم الشهيد كان يدعو إلى الإنماء المتوازن وتنمية المناطق، وعدم التركيز فقط على بيروت، طارحاً مشاريعَ إصلاحية لو تحققت لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.

وختم سلطان بالقول إنّ الرئيس وليد جنبلاط، ومنذ 43 سنة يعمل ليلاً نهاراً وحمل المسؤولية بكفاءة. "ليست العباءة إرثاً، والزعامة جدارة  واستحقاق".

 بعدها  أجاب  سلطان على أسئلة واستفسارات المشاركين حول ظروف اندلاع الحرب الأهلية، واتفاق الطائف،  وحول نقاط الشبه بين تلك المرحلة، والمرحلة التي نعيشها، وغيرها من الأمور.