Advertise here

حلم راود اللبنانيين.. وأي حلم؟!

19 كانون الأول 2020 11:17:09

منذ سبعين سنة ونيِّف، ولبنان يعاني الازمة تلو الازمة، تارة سياسياً، واقتصادياً، وطوراً اجتماعياً وأمنياً.. والشعب في حيْرة من أمره، في وقت كل هذه العناوين أصبحت ممجوجة لكثرة ما لِيكَت، وما من أحدٍ من الحكام في نيته معالجتها جذرياً، إلاّ القلّة القليلة منهم.

وسط هذه المعاناة، راح الشعب يتخبط ويتهاوى غير دارِ ما المآل، وما المصير؟ والحكام قابعون في ابراجهم العاجية، ناظرين الى الشعب من علُ دون فعل اي شيء، ما أوصل الوطن الى أسفل درك عابثين بمكوناته ومقوماته، دون خجل او حياء، ضاربين عملية الاصلاح السياسي عرض الحائط، فتعمِّقت الهوة بينهم وبين الشعب، فكان ان نتيجة سلوكهم وعدم حسن ادائهم قد احدثوا انقساماً عامودياً بين اللبنانيين، خاصة يوم تبنّوا الطائفية السياسية عنواناً وشعاراً لهم، التي وقفت عقبة كأداء بوجه قيام نظام ديمقراطي علماني، والتي من بعد قصمت ظهر الديمقراطية، وكادت ان تعزله عن عالمه العربي، وأن..

وهكذا، استمر هؤلاء في غيِّهم وضلالهم، وتلاعبهم بمصير الوطن، كما يحلو ويطيب لهم غير عابئين بلقمة عيش المواطن، ومصير البلاد والعباد، فتدهور الاقتصاد، وأصبح في أدنى مستوياته، وراح الشعب كل الشعب يئن ويرزح تحت وطأة الفقر والعوز، ناهيك عن احزمة البؤس التي راحت تلف الوطن من كل حدب وصوب، بحيث اصبح الكل غارقاً في بطون أزمة اقتصادية واجتماعية لا نهاية لها، في وقت يتمتِّع فيه هؤلاء بخيراته، وثرواته، وموارده، تاركين الشعب الى مصيره.

مهما يكن من أمر، هؤلاء كانوا السبب الاساسي في تردِّي، الوضع الاقتصادي، والانمائي، والاداري، والشلل المؤسساتي، وسوء اداء لكل الملفات، فازدادت الامور تعقيداً وتعطيلاً، ناهيك في الآونة الأخيرة عن ادارة الظهر لوثيقة الوفاق الوطني "الطائف" الذي مهّد لاقامة دولة العدالة، والحرية، والديمقراطية، والمساواة، إلا ان شيئاً من هذا القبيل لم يحصل، بسبب من المناكفات، والتجاذبات السياسية، وبسبب مشاريعهم، ومصالحهم الخاصة التي طفت على مصلحة الوطن والشعب، وبسبب كذلك عدم تطبيق وثقة الوفاق الوطني، خصوصاً لجهة عدم إيجاد قانون انتخابي ينقذ البلاد والعباد من براثن هذه الطائفية السياسية..

زِدْ على ذلك، أن الوضع الامني على قلق، والفساد قائم على قدم وساق، فضلاً عن نهش ما تبقّى من مقومات الدولة، وهم في غيبوبة عن مصالح الناس، وتسهيل وتأمين حاجياتهم..

أما العجب العُجاب، فهو ما وصلنا اليه من تعصب وتمذهب، فانطوى حلم اللبنانيين على مزيد من المآسي، حيث لم يعد لديهم من ينقذهم من أيام حوالك، بعد أن دفعوا الرخيص والغالي، يوم ناضل كل منهم على طريقته، أملاً بتحقيق حلم راودهم طوال سنين وسنين، (وأي حلم؟!). لقد أزفت الساعة، فإما ان ينسحب هؤلاء من الحلبة السياسية، وإما ان يعودوا الى رشدهم، بصحوة ضمير، خدمة للشعب الذي تحمل ما لم يتحمله شعب من حروب، وتهجير وإفقار..

اختصاراً. ليس الوقت وقت تباك على أيام مضت، فنلدع الماضي، ولنستشرف المستقبل، مؤكدين ان الشباب اللبناني هو الامل المنشود، وهو القادر على التغيير، كا قال الرئيس وليد جنبلاط: شباب لم ولن ينهزم في وقت كثرت فيه الهزائم..

فبشبابنا نحمي، ونصون لبنان، ونحافظ على تنوعه وحضوره، وديمومته في هذا الشرق الكبير فلا يعود ينكسر لبنان، فتنكسر الديمقراطية فيه.