Advertise here

تصاعدٌ متجدّد للوباء.. محاولة حكومية للراعي و"التيار" يُخيّر الحريري: معيارنا أو استقل

18 كانون الأول 2020 05:20:00 - آخر تحديث: 18 كانون الأول 2020 09:10:29

لم يتبقّ للبنانيين أي خيوط يعلقون عليها آمالهم. وكأنّ القدر يقف بينهم وبين كل من يسعى إلى الحل والمساعدة، بعد أن قرر المولجون حكم البلاد، وعن سابق إصرار وتصميم، قطع كل احتمالات التفاهم الداخلي، فأتت إصابة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفيروس كورونا، لتوقف المسار الخارجي، إذ تأجلت زيارته إلى لبنان، وبالتالي يسقط الرهان على تحقيق خروقات فعلية في عملية تشكيل الحكومة، وكذلك على صعيد مساعي الإصلاح.

ومع بقاء لبنان يتيماً، واللبنانيون لا نصير لهم ولا معين، فإن الخلافات المستمرة حيال تشكيل الحكومة، وكذلك في ملف التحقيقات بتفجير المرفأ التي تم تعليقها، تستعر سياسياً وطائفياً ومذهبياً. وكل المؤشرات تسلك طريق السلبية، فيما يحاول البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي،  التحرك على خط تشكيل الحكومة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، مع تداول معلومات غير مؤكدة بعد عن حراك لحزب الله في هذا السياق.

وبعدما استمع الراعي إلى الحريري في لقاء بكركي، تشير معلومات أولية لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن البطريرك الماروني سيزور اليوم الجمعة القصر الجمهوري للقاء، عون ومحاولة العمل على تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة، وبحسب المعلومات نفسها فإن الراعي سيشرح لعون الأسباب التي تقف خلف عدم قدرة الحريري على منحه الثلث المعطل، لأن الوضع لا يحتمل لا محلياً ولا خارجياً. وسيحاول الراعي إقناع عون بتسهيل تشكيل الحكومة بدون حسابات سياسية أو مصلحية لأنه سيكون سبباً في تدمير ما تبقى من لبنان والمزيد من الانهيار.

 في السياق الحكومي أيضاً، ومع تحميل مسؤولية عدم التشكيل الى التيار الوطني الحر، فإن عضو تكتل "لبنان القوي"، روجيه عازار، يرد بنفي تدخّل رئيس التيار جبران باسيل بعملية التشكيل "لا من قريب ولا من بعيد"، بحسب قوله، معتبراً أن "التكتّل لم يأخذ قراره بالمشاركة من عدمها بعد"، وعزى إتهام الحريري لباسيل بالعرقلة "بسبب تقصير الأول في مهمته".

وفي السياق ذاته، طالب عازار عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية الرئيس المكلّف "حسم موقفه، وإما اتخاذ قرار جريء وتقديم تشكيلة تحترم وحدة المعايير، خصوصاً بعد أن سلّم عون الحريري صيغة حكومية دون أسماء، أو مصارحة الناس بوجود ضغوط أميركية تحول دون تأليفه الحكومة، وعندها، فليستقل في حال لم يقوَ على التشكيل، إذ إن الوضع الاقتصادي لا يحتمل أي تأخير إضافي".

وأكّد عازار، "المعلومات التي تواترت عن اتصالٍ تم بين الحريري وحزب الله، بحيث أبلغ الأخير الرئيس المكلّف بضرورة التنسيق والتفاهم مع رئيس الجمهورية قبل تسّلم أسماء مرشحي الطائفة الشيعية للتوزير"، وختم لافتاً إلى أن "إلغاء زيارة ماكرون سيؤثر على مسار التشكيل. وفي المدى المنظور، وفي ظل الضغوط الخارجية ليس من حكومة قريباً".  

وفي هذا الإطار، رأى عضو كتلة المستقبل، النائب عاصم عراجي، في اتصالٍ مع "الأنباء الإلكترونية" أن "زيارة ماكرون لم تكن لتؤثر بشكلٍ ملحوظ على عملية التشكيل، فالعملية ستتأخر أساساً، وأجواء زيارة الرئيس الفرنسي التي كانت معلنة قبل إصابته بكورونا أوحت بشعوره بالإستياء وعدم الرضى".

واعتبر عراجي أن "رئيس الجمهورية لا يبدو أنه في وارد الرد على تشكيلة الحريري، خصوصاً وأنه مضى على ذلك اللقاء أكثر من أسبوع، إلّا أننا نطالبه بإعطاء التشكيلة، والتي تضم اختصاصيين، فرصة علّها تفتح أبواب المجتمع الدولي على لبنان".

وتمنّى عراجي على المعنيين "الإسراع في عملية التشكيل، إذ إن أحوال الناس مؤلمة، والأزمة الاقتصادية التي يعانوها تشتد"، مبدياً تخوفه من "احتمال الذهاب نحو الفوضى في حال استمر الوضع على ما هو عليه".

وبعيداً عن تعقيدات الملف الحكومي، وبعيداً عن الهدر الفاضخ في ملف الكهرباء، نعمت زحلة بتمديد العمل بالعقد التشغيلي لشركة كهرباء زحلة لسنتين، لتكون بمنأى عن تقنين مؤسسة كهرباء لبنان والفساد الذي يضرب القطاع.

عضو كتلة الجمهورية القوية ونائب زحلة، سيزار معلوف، أشار في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن "معركة كهرباء زحلة ستستكمل يوم الإثنين في الجلسة النيابية، دفاعاً عن حقوق المواطنين، وتطبيقاً للقانون، إذ فُرض على الأهالي رسم 15,000 ليرة بغير وجه حق، ودون أي مسوّغ قانوني، إذ ليس ما يُذكر في القانون إضافة أي رسم، أما فرضه من منطلق الزهد بالمبلغ، فإنه بقدرته إعالة عائلة فقيرة، والأجدى المحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين اليوم، وليس زيادة أرباح الشركة المشغّلة".

كما أيّد معلوف طرح النائب ميشال الضاهر القاضي بتحويل المعامل القائمة إلى معامل إنتاج تعتمد على الغاز والطاقة الشمسية بدل المازوت، ما سيخفّف الكلفة على الشركة وسينعكس إيجاباً على المواطن بفاتورة أقل. إلّا أنه، وفي الوقت نفسه، لفت إلى أن "الشركة كانت قد وعدت بتركيب عدّادات ذكية، لكنها لم تركّب سوى 5,000 عداد من أصل 76 ألف".

أما في ما خصّ ملف الكهرباء بشكل عام، فقد شدد معلوف على "ضرورة توفّر الإرادة السياسية لإصلاح القطاع، إذ أن الجهات الدولية ربطت المساعدات بعملية إصلاحه، كما أن شركات عالمية عرضت بناء معامل في وقت اختار المعنيون التوجّه نحو الحلول المكلفة، كالبواخر، لكن يبدو أن حل أزمات هذا القطاع سيؤذي المستفيدين من فساده".

على صعيد آخر، عاد عدّاد فيروس كورونا ليسجّل أرقاما مرتفعة وخطيرة، وقد سجّلت وزارة الصحة أمس 1,960 إصابة، و14 حالة وفاة. وعلى الأثر، كان لعراجي، بصفته رئيس لجنة الصحة النيابية، تحذيراً نبّه فيه من مؤشرات خطيرة متعلقة بإحصاءات كورونا، كارتفاع نسب الوفيات في الفترة الأخيرة بشكل كبير، واحتمال الإستمرار في تسجيل أعداد يومية مرتفعة.

وفي هذا السياق، توقّع عراجي، "ارتفاعاً إضافياً في الحصيلة المسجّلة يومياً، وعلى مدار الشهرين، أي حتى شباط، إذ في هذه الأوقات تنشط الفيروسات، وتتراجع فيها نسبة التقيّد بالتباعد الاجتماعي والجلوس في الهواء الطلق بسبب البرد، كما أن فترة الأعياد ستزيد الوضع تعقيداً في حال لم يتقيّد اللبنانيون بالتباعد والكمامة واختصار الزيارات".

وذكّر عراجي بـ"السيناريوهات التي تحصل في الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول المتطورة. إذ عند ارتفاع أعداد الإصابات، تُفقد الأسرّة المخصصة لكورونا، والقطاع الصحي في لبنان لا قدرة لديه على مجاراة الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات، واليوم لم يتبقَ سوى 50 سريراً لمرضى كورونا في المستشفيات"، لافتاً إلى أنه "قبل يومين، استنفدت المستشفيات 23 سريرَ عناية فائقة في يوم واحد، وهو مؤشر خطير". وشدد عراجي على وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية والتزام إرتداء الكمامة.

من جهته، رأى طبيب الأمراض التنفسية، بيار أبي حنا، أن "الإقفال الأخير نفع إلى حدٍ معيّن"، لكنه شدّد على أن "وعي الناس اليوم هو الركيزة، والتزامهم بالإجراءات الوقائية من إرتداء الكمامة إلى التباعد الاجتماعي هو الحل الأنسب".

أبي حنا بدوره حذّر أيضاً من فترة الأعياد، حيث تكثر التجمعات واللقاءات، ما يزيد من احتمال انتقال العدوى والإصابة بالفيروس، خصوصاً وأنه فصل الشتاء والتجمعات بغالبيتها داخلية، ما سيزيد من خطر الإصابة".

وختم أبي حنا لافتاً إلى أن "اللقاح سيصل في شباط، لكن عملية التلقيح تحتاج إلى وقت، ولن نكون بمأمن قبل بداية فصل الصيف".