Advertise here

"دايلي صباح": هذه تفاصيل سياسات بايدن الخارجية المرتقبة

16 كانون الأول 2020 14:55:40

نشرت صحيفة "دايلي صباح" التركية مقالاً أعدّه مدير مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة اسطنبول أحمد اويصال، تطرّق فيه إلى السياسات التي من المرجّح أن يتبعها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في الشرق الأوسط، بوقت يمرّ به العالم بتغييرات كبيرة إقتصادية وسياسية وعسكرية، وتأثر السياسة العالميّة بالنزاعات الواقعة في الشرق الأوسط وتفشي جائحة كوفيد 19.
 
ولفت الكاتب إلى أنّ انتخاب بايدن رئيسًا للولايات المتحدة سيكون له تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط، حيث سيضع في سلم أولوياته روسيا والصين، مع تنامي القوة الإقتصادية والعسكرية، ما يعيد إلى الذاكرة سياسة "محور آسيا" واحتواء الصين التي لم تكن ناجعة خلال إدارة أوباما، التي كانت مشتتة في الشرق الأوسط بسبب المسائل الموجودة من الربيع العربي والإتفاق النووي الإيراني والصراعات الطائفية وتنظيم داعش والإنقلابات العسكرية إلى ما تقوم به إسرائيل.

وذكّر الكاتب بأنّ ترامب واجه الصين في خطابه الإنتخابي عام 2016، وفيما بعد أراد الخروج من الشرق الأوسط ومواجهة آسيا، كما قدّم لإسرائيل كل ما تريد محاولًا التوجه نحو آسيا. أمّا بالنسبة لبايدن، فعلى الرغم من أن إدارته لن تكون عدائية تجاه الصين كما فعل ترامب، إلا أنّه سيحاول زيادة الإنخراط في آسيا بدلًا من الشرق الأوسط.

وبما أنّ روسيا ضمن أولويات الإدارة الأميركية الجديدة، أوضح الكاتب أنّ روسيا الحازمة عسكريًا تشكّل مصدر قلق لبايدن، ويثبت التاريخ عدم حماسة الإدارات الديمقراطية للتعامل مع روسيا، كما أنّ الديمقراطيين يتهمون موسكو بالتدخل لصالح ترامب في انتخابات عام 2016. ولهذا من المتوقّع أن يسعى بايدن لاستعادة الثقة بالمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إضافةً إلى السعي إلى دعم أوروبا في مواجهة روسيا في شبه جزيرة القرم وسوريا وليبيا. ولهذه الأسباب، ستحوّل إدارة بايدن بعض اهتمامها من الشرق الأوسط إلى أوروبا الشرقية.

والجدير ذكره أنّ ترامب لم يكن رجل سياسة تقليديّ، ولم يكن مرتاحًا مع مؤسسات السياسات الخارجية الأميركية مثل وكالة الإستخبارات الأميركية ووزارة الخارجية والبنتاغون، واستبدل ترامب قادة هذه المؤسسات خلال تنفيذ سياسات الشرق الأوسط مستخدمًا علاقاته الشخصية أوعبر صهره ومستشاره جاريد كوشنير.
 
وبناءً على ما تقدّم، من المتوقع أن يتعامل بايدن مع قادة الشرق الأوسط بشكل مؤسساتي أكثر من ترامب، ففيما خصّ إيران، من المحتمل أن يحصل تغيير كبير في السياسة الخارجية الأميركية تجاه طهران، كما فعل ترامب بعكس مقاربة أوباما تجاه إيران. لكنّ التغيير الكامل يبدو مستحيلًا وسيتطلب وقتًا طويلاً للوصول إلى اتفاق جديد، هذا بحال تمّ التوصل إلى إتفاق. فقد توصل أوباما إلى اتفاق مع إيران بعد مفاوضات وضغوطات، كما صعّد ترامب حملة الضغط القصوى وفرض العقوبات على إيران، ما يعطي بايدن قوة إضافية لإجبارهاعلى القبول بشروط صعبة، لا سيما وأنّها تحرص على عقد اتفاق مع الإدارة الأميركية.

وفيما تؤثر إيران على المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لا سيما في سوريا والعراق، تسامح أوباما مع هذا النهج، الذي يُستبعد أن يحافظ بايدن عليه. كما توقع الكاتب حلّ الأزمة القطرية مع محيطها وفتح قناة حوار بين السعودية وتركيا.

توازيًا، لن يكون نظام الأسد في سوريا ولا خليفة حفتر في ليبيا مرتاحين لإدارة بايدن الجديدة، حيث أنّه من المتوقع أن يكون لبايدن تأثير أقوى على الصراع السوري المستمرّ، من خلال دفع عملية جنيف لدعم التحول الديمقراطي في سوريا.