Advertise here

اللبنانيون يخشون العتمة.. نفظ العراق صعب المنال والهدف "Spot Cargo"

15 كانون الأول 2020 17:28:00 - آخر تحديث: 15 كانون الأول 2020 17:30:17

15 يوما وينتهي العقد مع شركة سوناطراك ودولة الجزائر لامداد لبنان بالنفط والفيويل اويل، الامر الذي يجعل اللبنانيين يخشون من العتمة على غرار الايام الصعبة من التقنين الحاد بين شهري تموز وآب الفائتين.
وفي المقابل تحاول الحكومة ان تعطيهم مسكّنا من خلال الكلام عن امكانية توريد النفط الخام من العراق، ما يبدو بدوره صعب المنال!

اولا: من خلال الازمة المالية والنقدية وشح الدولار الذي يعاني منه العراق، حيث ذكرت Bloomberg في تقرير لها نشر في الثامن من الشهر الجاري، تحت عنوان China Set to Bail Out Iraq With Multibillion-Dollar Oil Deal، ان العراق يستعد لتوقيع عقد بمليارات الدولارات مع شركة تشن هوا أويل الصينية، في اطار خطة إنقاذ من بكين للحكومة التي تعاني من ضائقة مالية والتي ستتلقى أموالًا مقدمًا مقابل إمدادات النفط طويلة الأجل.

وهنا يطرح السؤال، هل يمكن للعراق ان يمد للبنان بالنفط ويؤجل الدفع؟!

ثانيا: في حال وافق العراق، كيف سيكرر لبنان هذا النفط الخام؟ الامر الذي يدفع تلزيم احدى الشركات خاصة مع غياب آلية او جهاز خاص يدير مثل هذه العملية، وفي هذا الاطار يطرح اسم شركة vitol العالمية، التي يتحدث ايضا تقرير لـ Bloomberg تحت عنوان ‘An MBA in Corruption’: How Top Oil Trader Paid Bribes for Years عن تورط الشركة بعمليات فساد، ويشير ان Vitol Inc اقرّت بأنها كانت تدفع رشاوى من خلال شبكة من الشركات والعقود الوهمية. وكانت الرشاوى تصل الى مسؤولين حكوميين في الإكوادور والمكسيك.

اما في البرازيل ، فقام مسؤول تنفيذي في فيتول بتسليم الأموال إلى المتداولين في شركة Petroleo Brasileiro SA (Petrobras ) مقابل "الرقم الذهبي" - وهو السعر الذي ينبغي أن تقدم فيه فيتول عرضًا للفوز بمناقصات شركة النفط البرازيلية الحكومية.

وقد تم الكشف، عن اتفاق ملاحقة مؤجل بين وحدة فيتول غروب الاميركية ووزارة العدل، هو جزء مما يسمى بفضيحة رشوة كارواش البرازيلية ، والتي وصفها رئيس شركة بتروبراس بأنها "ماجستير في إدارة الأعمال في الفساد".

الازمة الاكبر
اما على المستوى الداخلي فرأت الخبيرة في شؤون الطاقة كريستينا أبي حيدر، ان المشكلة التي نحن امامها اليوم ليست مفاجئة، لكن المستغرب ان الحكومة ووزارة الطاقة تركتا الامر حتى اللحظة الاخيرة، قائلا: منذ شهر تشرين الاول الفائت نرفع الصوت، ونحذّر من اننا مقبلون على ازمة، ليست فقط على مستوى النفط، بل الاكثر خطورة انها تأتي من شح او فقدان الدولار الاميركي.

واشارت ابي حيدر عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان المشكلة ليست فقط توفر الشركة التي سيتم التعاقد معها، انما ما يعانيه لبنان من شح للدولار اذ لا توجد شركة تقبل ان تقبض ثمن النفط بالليرة اللبنانية.

وردا على سؤال، اوضحت ابي حيدر ان لبنان يستورد من سوناطراك اكثر من 60% من حاجة معامل انتاج الكهرباء، والازمة تفاقمت هنا مع قضية "الفيول المغشوش" التي دفعت الشركة الجزائرية الى ابلاغ الدولة اللبنانية رسميا بعدم رغبتها بتجديد العقد (نهاية الشهر الجاري).

وقالت: الدولة اللبنانية على علم بقرار الشركة منذ ستة اشهر، لكنها لم تتحرك باتجاه اجراء مناقصة شفافة لشراء الفيول، مضيفة: "يبدو ان الامر متعمد".

النفط العراقي... مشكلتان
وفي هذا السياق، تتحدث ابي حيدر عن مشكلتين في اي علاقة نفطية مع العراق.

اولا: الوضع المالي الصعب الذي يعاني منه، واذا وافق على منح لبنان ستة اشهر لتسديد ثمن النفط، هل لدينا القدرة على التسديد في ذلك الحين، ولبنان دولة مفلسة.

ثانيا: النفط الذي سيورد الى لبنان سيكون خاما، وبالتالي على لبنان التعاقد مع شركة لتكريره، وهذا عبء اضافي، وهل يمكن الاتفاق مع شركة تعطي بدورها فترة سماح ستة اشهر قبل التسديد؟!

واعتبرت ابي حيدر في هذا السياق ان الكلام عن تأهيل محطات التكرير الموجودة في لبنان غير واقعي انطلاقا من سؤالين: ما هي التكاليف وماذا عن الفترة الزمنية التي يستغرقها هذا التأهيل. وقالت: الامران ليسا متوفرين.

هذا هو الهدف
وردا على سؤال، اوضحت ابي حيدر ان هذا المسار يوصلنا الى القول ان الهدف الاساسي لدى الحكومة ووزارة الطاقة هو العقد الفوري spot cargo، وهنا ايضا نعود مجددا الى السؤال الاساسي من اين سيتوفر الدولار لشراء هذا الفيول. مع الاشارة الى ان الـ spot cargo اغلى من العقود السنوية.

واستغربت ابي حيدر محاولة رمي كرة النار على ادارة المناقصات، تحت حجة مراجعة دفتر الشروط، ولكن لو وضعت الوزارة دفتر الشروط منذ 6 اشهر، لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم.

واذ لفتت الى ان القطاع الخاص ليس مؤسسات خيرية، قالت ابي حيدر: سنصل قريبا الى ازمة حقيقية على عدة مستويات، على اعتبار ان قطاع الكهرباء ينعكس على كافة القطاعات الحيوية، من صحة، الى تعليم وصولا الى صناعة....

واعتبرت انه لا يمكن ان نعوّل على اي دعم خارجي للحؤول دون الازمة، مذكرة ان كل الجهات المانحة تحدّثت عن اهمية الاصلاح في قطاع الكهرباء قبل اي مساعدة.

وختمت: ما حصل خلال الاشهر الاخيرة هو استخفاف بعقول الناس، مشيرا الى ان المشكلة ستنفجر بالدرجة الاولى بوجه الشعب...