حلم جبران باق في مواجهة ذهنية الهيمنة والاستئثار

12 كانون الأول 2020 12:55:21

"نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين، إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم".

 منذ العام 2005 وحتى اليوم لا يزال قسم جبران تويني يتردد في وجدان كثيرين من اللبنانيين الذين حلموا بلبنان الواحد المّوحد، هذا الحلم الذي لا يزال تعترضه الذهنية ذاتها، التي ترى في وحدة الشعب وتحرره عدوًا لمصالحها ومشاريعها في الإستئثار والهيمنة ونهب خيراته.

كان جبران تويني مؤمنًا أن هذا البلد لا يُحكَم ولا يعيش إلا بتوافق أبنائه، وكان متيقنًا بأن حُلمه الذي يتشارك فيه مع معظم اللبنانيين سينتصر في النهاية. 

قبل إغتيال جبران بسنوات، كتب غسان تويني يوم إغتيل الرئيس رينيه معوض "جفت عيون شعبنا، فلم يعد يقوى أحد على بكاء. نكاد نصير كلنا غضباً وجنوناً، يحاولون مرّة أخرى اغتياله بل افتراسه. المؤامرة لا تشبع، المؤامرة لا ترحم، وهي تفترس الشهداء في كل صوب كأنها توحدنا هكذا، توحدنا المؤامرات في الموت، من رئيس الى رئيس، من زعيم الى زعيم. دور من يأتي غداً؟".

جبران واحد من هؤلاء الشهداء الذين أتى دورهم فافترستهم المؤامرة لتوحدنا بموتهم. قسمه سيبقى صدى يتردد في أرجاء الوطن مع كل ذكرى ومع كل إشراقة شمس، الى أن ينبلج فجر قيامة الوطن الذي أراده جبران، وأراده جميع الشهداء، الوطن الحر السيد المستقل، الموحد بكل أبنائه.