نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً أعدّه الكاتب جاك ديتش كشف فيه أنّ الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات على تركيا لشرائها وامتلاكها أنظمة دفاع جوية روسية متطوّرة منذ أكثر من عام، وتأتي هذه الخطوة بعد تدخّل الكونغرس إثر رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب معاقبة تركيا، إذ يستعد للتصويت على مشروع قانون يلزم إدارة ترامب بفرض العقوبات.

وبحسب الكاتب، فإنّ الكونغرس حثّ ترامب غير مرّة لفرض عقوبات على تركيا منذ استلامها نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 بقيمة 2.5 مليار دولار في تموز 2019. وكانت الولايات المتحدة قد أبعدت تركيا عن برنامج مقاتلات أف 35.

وأشار الكاتب إلى أنّ القانون يدعو ترامب إلى فرض خمس عقوبات أو أكثر، إلا أنّه يمنحه المرونة بشأن اتخاذ إجراءات صارمة ضد تركيا، والتي تتضمن عقوبات على عمليات البيع، منع الصادرات، منع المسؤولين من إجراء معاملات مع الولايات المتحدة، أو منع المصارف والمؤسسات المالية من تقديم القروض، علمًا أنّ الإجراء الأخير يلحق الاقتصاد التركي بأضرار كبيرة.

من جهتهما، كشف مصدران مطلعان على المحادثات التي جرت قبل تدخّل الكونغرس حول العقوبات الأميركية المحتملة ضد تركيا، أنّ الإدارة الأميركية درست فرض عقوبات على الصناعات الدفاعية التركية، من دون أن تلحق العقوبات الرئيس التركي وعائلته، كما أنّها لن تكون صارمة بحق المصارف التركية، لأنّه بحال فرض عقوبات على القطاع المصرفي فقد يتأثّر الإقتصاد التركي الذي يعاني أصلاً، وتصل تداعياته المالية إلى أوروبا.  

وأوضح الكاتب أنّ قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2021 والذي صادق عليه مجلس النواب الأميركي هذا الأسبوع، سيجبر ترامب على فرض العقوبات إذا أصبح مشروع القانون قانونًا، مضيفًا أنّ الرئيس المنتخب جو بايدن قد يفرض عقوبات في كانون الثاني المقبل.

من جانبهم، يستبعد خبراء أن يتنازل أردوغان للمطالب الأميركية التي تدعوه للتخلي عن نظام الدفاع الروسي، حتى لو تعرّضت أنقرة لعقوبات جديدة، إلا أنّ تركيا قد تسعى للإنفتاح على واشنطن وتخفيف التوترات معها وتعيين موفد تركي جديد إلى الولايات المتحدة.