Advertise here

محمية أرز الشوف في تطور دائم.. تميّز بيئي وسياحي ومشاريع ترشيد للمياه وزراعة مستدامة

09 كانون الأول 2020 14:19:00 - آخر تحديث: 09 كانون الأول 2020 16:39:16

تشكّل محمية أرز الشوف الطبيعية مثالاً يمكن تعميمه والاقتداء به في كافة المناطق اللبنانية، لما لهذا المشروع من تميّزٍ على الصعيدين البيئي والسياحي، إذ تندرج المحمية ضمن قائمة الأماكن الأكثر زيارة على صعيد السيّاح، وذلك بسبب العمل الجدّي منذ سنوات على إدارتها وإعادة تأهيلها.

فقد عملت الإدارة على عددٍ كبير من المشاريع التي سمحت بتطوير المحمية. فبهدف زيادة رقعة الغابات وبخاصةً غابات الأرز، تم العمل على مشاريع التحريج، وقد بلغت المساحة المحرّجة منذ العام 2012 وحتى 2019، ما يزيد عن 235 هكتاراً، بما يعادل حوالي 188 ألف غرسة حرجية موزّعة على 24 موقعاً في معظم قرى المحمية. 

في العام 2019، تم زرع 22 ألف غرسة من أنواع حرجية ذات قيمة اقتصادية مثل الصنوبر المثمر، والزعرور، واللوزيات.

ولإدارة أفضل لمحيط المحمية، تمّ إعداد خارطة طريق نحو زراعة مستدامة في محيطها، والتي هدفت إلى إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المهملة التي تقع في محيط المحمية باستعمال أنواع محليةٍ ذات قيمة اقتصادية، وبممارسات زراعية مستدامة صديقة للبيئة. وتؤمّن هذه الزراعات مدخولاً جيّداً لأصحاب هذه الأراضي.

إلى جانب ذلك- وفي ظل تغّير المناخ وندرة المياه الناتجة عن ذلك، ولحماية طبقات المياه الجوفية، وموارد المياه السطحية، وإلى حد ما، معالجة النقص المتوقع في المياه، وفي كمية المتساقطات- أعدّ فريق عمل المحمية تقريراً لتقييم المياه العذبة في محمية الشوف المحيط الحيوي. كما ويتمّ العمل على إعداد مرجعٍ توجيهي لإدارة المياه. وجاءت هذه الدراسة كوسيلة فعالة لاستثمار المياه، وترشيد استخدامها، والاستفادة الشاملة منها.

كما وللحفاظ على عملها في ظل المخاطر الجمّة التي تحيط بالطبيعة والبيئة، فقد وضعت إدارة المحمية خطةً لحماية، ومراقبة، وتطوير الحياة البريّة، وجمع البيانات وتحليلها، واتّخاذ القرارات الإدارية اليومية، خصوصاً وأن المخاطر التي تتعرّض لها المحمية كثيرة، ومنها: الصيد، والرعي، والعمران، والتركن، وقطع الأشجار، وسيارات الدفع الرباعي، بالإضافة إلى أعداد الزوّار المتزايدة، خاصة في مدخل غابة أرز الباروك. 

في هذا السياق، تعرض خطة الحماية واقع المخالفات والنشاطات التي تمّت معالجتها، كما والخطة المستقبلية لوقف المخالفات، أو التخفيف من وطأة المخاطر. وتشمل الخطة تسيير الدوريات للتأكد من حسن سير الأمور.

ولفت مدير المحمية، نزار هاني، في حديثٍ لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وجائحة كورونا تُثبت المحمية مرة جديدة أنها قادرةٌ على التكيّف مع كل التغيّرات، سواءً كانت على مستوى الأوبئة، أو على المستوى الاقتصادي. فاليوم لدينا أكثر من 800 مستفيد يعملون في محيط المحمية، و700 شخص بدروب العمل، ويعملون في المحمية كتنظيف الغابة لحمايتها من الحرائق، وخاصة جوانب الطرقات.

وأضاف هاني: "هؤلاء السبعمائة شخص يعملون على تأهيل الطُرُق داخل المحمية، فهده الدروب تسمح للزوار باستكشاف المحمية. وما تنتجه أعمال التنظيف من جمع الأوراق، و"الشفايات" الناتجة عن الأشجار، تتحول إلى حطبٍ مضغوط ليكون بديلاً عن قطع الأشجار. وهناك مجموعات من هؤلاء الأشخاص تعمل في الأراضي الزراعية حيث ساعدت في قطف الزيتون، مثل صغبين، وباتر، ومن قبل ساعدت في قطف التفاح، والإجاص، والدراق. وهناك مجموعات ساعدت في بناء الجدران الزراعية، وتنظيف الأقنية، وحماية الأشجار من الحرائق، واليوم دخلنا في مرحلة تقليم الأشجار".

وقال: "لعل أهمّ أمرٍ نقوم به هو ورش العمل، وتدريب الأشخاص، وحالياً هناك 300 شخص، وحتى آخر شباط يصبح عدد المتدربين 800 شخص. وهذه الورش تقوم بعددٍ من المواضيع، حيث نعمل على الزراعة المستدامة، والاستخدام للنباتات المنقولة، وزراعة الخضار والفواكه، حيث نعمل على إحياء زراعة الأجداد، ونحمي إنتاجنا الزراعي، والهدف أن يكون إنتاجنا يكفي حاجتنا المنزلية، والابتعاد عن الاستيراد، والاعتماد على الزراعات المحلية".

وختم هاني: "نعمل على الاستدامة بعنوانها العريض، واستخدام الموارد الطبيعية بهدف المحافظة على البيئة، وتحسين الاقتصاد المحلي".