Advertise here

زيارتا الحريري الى بعبدا... تقاذف مسؤوليات والخلافات على حالها

08 كانون الأول 2020 11:06:34

يتغير أسلوب القوى السياسية في التجاذب على تشكيل الحكومة ولا تتغير النتيجة. بعد طول انقطاع، زار الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون لإعادة تحريك الملف الحكومي. الاجواء نفسها رافقت الزيارة وسبقها التسريب بأن الحريري سيعمل على تسليم عون مسودة عن تشكيلته إلا انه لم يفعل ذلك بشكل رسمي، اذ تكشف المعلومات ان الحريري قدم عرضاً شاملاً عن تصوره الحكومي، بدون تقديم التشكيلة، وعدد كيفية توزيع الحقائب وبعض الاسماء فيما ترك النقاش الاساسي حتى يوم الاربعاء، موعد الزيارة الثانية للحريري الى القصر.

يومان يسبقان الزيارة الثانية سيجري خلالهما الرئيس المكلف المزيد من الاتصالات مع القوى السياسية بحثاً عن امكانية التوافق، لكن الأكيد ان لا حكومة تلوح في الأفق. لا الظروف الاقليمية تسمح بذلك في ظل استمرار التصعيد والتشدد الأميركي، ولا الظروف الداخلية التي يتحكم بها مسار الانهيار ستسهل تشكيل حكومة اول ما ستواجهه هو قرار رفع الدعم وستأتي على وقع احتجاجات الجوع في الشارع. 

بحسب المعلومات فإن الحريري قد قال لمقربين منه ولرؤساء الحكومة السابقين قبل يومين، بأنه سيزور بعبدا مرتين هذا الاسبوع، المرة الأولى والتي كانت امس الاثنين، بهدف جس النبض ووضع اطار عام بحثاً عن امكانية التوافق، والمرة الثانية يوم الاربعاء المفترض، اذ بحال عدم التوافق سيعمل الحريري على تقديم تشكيلته لعون. 

تلك الصيغة توصل اليها الرجل بعد مناشدات رؤساء الحكومة بعدم الاستمرار في هذه المراوحة القاتلة ورمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية بتسليمه التشكيلة. 

يريد الحريري تجنب الصدام مع عون، الذي طلب منه التفاهم مع كل القوى وبعدها يعود ليتفاهم معه، بينما حزب الله لم يسلمه اسماء وزرائه تضامناً مع رئيس الجمهورية، هذه المؤشرات لا تفيد بأن ولادة الحكومة ستكون قريبة، خصوصاً ان الخلاف على توزيع الحقائب لا يزال قائماً، اذ ان عون يتمسك بالحصول على الثلث المعطل وحده بدون حلفائه، وتسمية 7 وزراء مسيحيين من اصل 9، بينما الحريري يعرض عليه تسمية 5 منهم.

ما يجري هو تقاذف للمسؤوليات بين القوى المختلفة، وكأن الجميع يعلم أن لا حكومة، ولا بوادر لولادتها فيما كلهم يبحث عن ابعاد صورته التعطيلية عن مرأى المجتمع الدولي.