حين أكملت سدرة السماء دورتها، اكتملت جاذبية التكوين
سابحا كان في زرقة المدى، يحرث غيم المسافات، يموسق صمت الصدى
يحفر في لهاث الريح لوحة وجه أتعبه الانتظار طويلا
على ضفاف الموج العلوي.
كانت الارض كوكبا دون مدار،
ليلها نهار
ونهار الارض كان سفرا دون قرار،
عذرا أيتها السماء،
قالت الأرض،
أما آن لي أن أكمل دورة الحياة؟
هبط من المحل الأرفع كمال،
نورا شفيفا يتوج جبهة الحلم بنداه
يميد مع الزهر فرحا فرحا نحو العطر
يزين صمت الحقول، ليكمل نسغ الزهر
كان الشتاء دليلا لبزوغ الربيع،
كان السادس من كانون ولي الربيع
أكمل دورتك ايها النور
ائتزر معطف المختارة
فالدفء هناك وموانىء المواعيد مرافىء سلام
و كمال جنبلاط هناك
موج سماوي
في فردوس الغمر،
سرا كان
حين ارتج تاج السماء
فكانت ولادة النور والبهاء
وسرا بقي
حين التحق بذلك الموج العلوي
وحتى الآن،
وإلى ما بعد الآتي
عبثا نحاول أن نفك لغز الخلود
نخجل أننا تأخرنا كثيرا
لنبلغ بعض مداك،
يا سابحا في زرقة المدى
عيناك الرسولية افق يتدور
وجهك الملائكي فيض نبوءات
والسادس من كانون فيض جديد،
من سماءات الياقوت أودع الكون سماءا
رصعتها لآلىء الوليد،
اشعل نجومها تيمور،
اسرج فجرها اصلان
ودالية الجمال في مختارة الروح رسمت غسقا بل شفقا
تشرق الشمس كل يوم ليبقى فينا وينتصر كمال.