موجز

عزت صافي

لم يكن لبنان في زمانه فقيراً الى هذا الحد. ولم يكن اللبناني قلقاً على معيشته كما هو في هذه الايام. والاخطر هو ان ليس هناك سبب للأطمئنان. فكل يوم أسوأ مما قبله. وصار اللبناني يقول لمن يسأله عن حاله: اليوم أفضل من الغد. واذا سئل لماذا؟ يجيب: لأنني في الامس كنت أحسن من اليوم.

بؤس.وقلق. وخوف من المستقبل. ومن لديه معلومات أو وجهة نظر او رأي تعاكس هذا الشعور عليه ان يتفضل ويعطي الناس فكرة.. لكن لا بد من اختراع أمل. فاليأس إستسلام.عيب. الشجاعة هي التي تولد الامل والعزم.

منذ ايام وبيروت ترزح تحت وطأة تظاهرات أروع وأنبل وأرقى معالمها انها سلمية ، ومنظمة وأمنة.

واذا كانت هذه التظاهرات لم تحقق بعد مطلب الموظفين والعمال والاساتذة فانها تفش الخلق..

هناك أصوات عالية من فوق السطوح. وهناك كلام لا يقال إلا في الشارع، ولكن الصحف تنقله بامانة وتذيعه المحطات والتلفزيونات.

.وثمة صوت يصرخ  بين وقت وآخر: إرحل.. وثمة رجل واحد هو المقصود، وهو يعرف نفسه: نجيب ميقاتي رئيس الوزراء.

مسكين ميقاتي .. كأنما هو علة لبنان وحده. فعلى إفتراض أنه ضب حقيبته وركب طائرته ورحل.. فهل لدى أصحاب الصوت الصارخ في برية الفوضى، والعجز، والخوف، أدنى فكرة عن اليوم التالي بعد رحيله؟

ليس نجيب ميقاتي الرجل الذي لا غنى عنه. لكن لبنان هو الذي لا يستطيع ان يستغني عنه في هذه المرحلة بالذات..

فلبنان في هذه المرحلة بالذات هو أسير وضعه من الداخل، ومن النظام السوري، ومن المحيط، ومن محيط المحيط..

اقرأ أيضاً بقلم عزت صافي

عالستين يا بطيخ!..

لماذا لا يتقدم مشروع مجلس الشيوخ؟

حرب اللبنانيين على أرض الآخرين

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز