البعريني لـ”الأنباء”: الحريري لن يعتذر والكرة في ملعب عون

مع إنعدام الآمال بإمكانية التفاهم على تشكيل الحكومة قبل الدخول في إجازة الأعياد وترحيل هذا الملف إلى السنة المقبلة،علها تسمح للقوى السياسية المعرقلة مراجعة حساباتهم والتخلي عن أنانياتهم، وأن يبادروا إلى اجتراح الحلول التي تعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي، فيشعر اللبنانيون بالأمن والأمان على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، بعد أن كادوا يفقدون الأمل بوطنهم ودولتهم، وهم يستشعرون أن الذين محضوهم ثقتهم يريدون أخذهم إلى المجهول.

في سياق المستجدات حول هذا الموضوع، رأى النائب وليد البعريني في حديث لـ”الأنبــاء” أن الطريق مسدود، ولا بوادر حلحلة في المدى المنظور. وأشار إلى أن الفريق المعرقل مستمر بوضع العراقيل والشروط التي تعقّد الأمور، ويريد في الوقت نفسه أن يحمّل الرئيس سعد الحريري المسؤولية بتأخير تشكيل الحكومة، وهذا ليس صحيحاً أبداً. فالشيخ سعد تنازل بما فيه الكفاية، ولم يترك مجالاً يساعد على قيام الدولة إلا وضحى به. بدءاً من المبادرة الرئاسية، إلى قانون الانتخابات، إلى إغضاب حلفائه. ولم يعد عنده ما يقدمه لهم، فكفى ابتزازاً لموقعه ودوره الوطني. وإذا كانوا يريدون التأكد مرة جديدة من حجم هذه التضحية، فليذهبوا إلى انتخابات نيابية مبكرة بموجب القانون السابق، وسيرون كيف أن عدد نواب المستقبل يصبح ضعف ما هو عليه الآن، أي 40 نائباً بدلاً من 20. وسأل: أليس في هذا الأمر من تضحية كبيرة، فماذا يريدون بعد؟ وقال: نحن في هذه الأزمة نعوّل كثيراً على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لأنه رجل شجاع وجريء، ويملك من الحكمة والرجولة ما يجعله قادراً على توضيح الأمور ومصارحة الرأي العام اللبناني بالجهة التي تعرقل تشكيل الحكومة وقيام الدولة. واصفاً الحديث عن تحديد مهل للرئيس المكلف، وتوجيه رسالة إلى مجلس النواب لإطلاعه على مجريات الاتصالات، بأنها تعقّد الأمور ولن تحل المشكلة. فالناس يعرفون جيداً أن حزب الله وبطلب إقليمي هو الجهة التي أخرت تشكيل الحكومة من خلال التمسك بتوزير نواب 8 آذار، فلماذا الاختباء وراء الأصابع؟ وما الفائدة من طرح صيغ جديدة للحكومة طالما أن الحريري لن يقبل بها؟

النائب البعريني أكد أن الرئيس الحريري لن يعتذر ولن يتنحى، وهو مرتاح الضمير في كل ما يتخذه من مواقف. وهو قدّم ما عليه وأكثر، وعلى الآخرين ملاقاته إلى منتصف الطريق للخروج من الأزمة. أما اتهامه بتأخير الولادة الحكومية، فيحمل الكثير من التجنّي والتحامل على قامة وطنية قدمت كل ماعندها للحل، مفضّلاً مصلحة وطنه على مصلحته الشخصية.

وعن انتقالهم كـ”تيار مستقبل” من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم ضد حزب الله، بحسب ما جاء في مقدمة أخبار تلفزيون المستقبل ليل أمس قال: نحن في كل أدبياتنا وخطابنا السياسي وفي اجتماعاتنا وعملاً بتوصيات الرئيس الحريري نفسه، لسنا ضد حزب الله ونطلب دائماً من قواعدنا الشعبية ومن مناصرينا التحلي بالوعي واستيعاب الأمور بعيداً من التشنج. ونحن نعرف أن هذا الحزب قدم دماً ضد إسرائيل، فما به يدافع عن الباطل ويماشي الغلط، ويقف إلى جانب أشخاص ليس عندهم ما يخسرونه لا في قيمهم الأخلاقية ولا في خطابهم السياسي، إلا التهديد والوعيد والتهجم على الرئيس الحريري وبيت الحريري بصورة خاصة. وقال: نحن نربأ بحزب الله الدفاع عن هؤلاء، لأننا نعرف مصدر هذا الحقد ولسنا أغبياء. مجدداً الطلب من رئيس الجمهورية التدخل وإنقاذ العهد من براثن الذين يعملون على إفشاله. وإن الأيام ستثبت له عاجلاً ام آجلاً من هو المخلص والحريص على سمعة العهد وقيام الدولة.

“الأنباء” – صبحي الدبيسي