عبدالله لـ”الأنباء”: ما جرى محاولة يائسة لزعزعة استقرار البلد من بوابة الجبل

التطورات الأمنية التي شهدتها منطقة الجبل في اليومين الماضيين تعطي أكثر من تفسير حول النوايا المبيتة لزعزعة الإستقرار الداخلي، والاستمرار في النهج التعطيلي لمنع قيام الدولة، انطلاقاً من تعطيل تشكيل الحكومة، وصولاً إلى جرّ البلاد إلى فتنة داخلية، وتحويل لبنان مجدداً إلى ساحة للصراعات الدموية وتبادل الرسائل إقليمياً ودولياً. فهل ما جرى في الجاهلية وما سبقه من العراضة المسلحة التي استفزت المواطنين قبلها بساعات كانت كافية لأخذ العبرة والاحتكام إلى العقل في كل ما يراد التعبيرعنه، واعتبار الأمن في الجبل خط أحمر، وهل أطفأت دماء محمد أبو دياب الفتيل المتفجر من قبل الذين يستبيحون كرامات الناس لتنفيذ مآربهم وغاياتهم الشخصية خدمة للجهات التي تقف وراءهم؟ ويبقى السؤال عن الأهداف الكامنة وراء نقل الفتنة إلى الجبل حتى وصلت الأمور إلى هذا المنزلق الخطير، ومن المستفيد من استفزاز الجبل وزعيمه وليد جنبلاط وحزبه التقدمي الاشتراكي وجمهوره العريض، عبر محاولة يائسة لتدنيس عتبات المختارة بما ترمز، في سابقة لم يشهد لبنان مثيلاً لها طوال الأحداث التي عصفت به؟ فإذا كانت المسألة تتعلق بتشكيل الحكومة، فإن جنبلاط يكاد يكون الزعيم الوحيد المسهّل لتشكيل الحكومة منذ أشهر، بعد التنازل عن حقه بالوزير الدرزي الثالث ووضعه بتصرف رئيس الجمهورية ميشال عون. علماً أن الخلاف الذي أخر ولادة الحكومة كان بنتيجة إصرار حزب الله على توزير أحد نواب سنة 8 آذار. فالخلاف كما هو معروف محصور في هذه النقطة بين حزب الله والرئيس سعد الحريري المكلف تشكيل الحكومة، وما علاقة الجبل وترويع سكانه بهذه القضية، وهل الجبل تحول إلى لقمة سائغة يسهل هضمها من قبل الخارجين على القانون ومن يقف وراءهم؟

في قراءة لما جرى، اعتبر عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله في حديث لـ”الأنبــاء” ما شهدته منطقة الجبل والشوف بالتحديد من تطورات أمنية في اليومين الماضيين يمكن اختصاره بعنوان واحد “محاولة يائسة لزعزعة استقرارالبلد من بوابة الجبل”. والسبب أن زعيم الجبل وليد جنبلاط هو عنوان أساسي وكبير من عناوين استقرار البلد، خاصة أنه في المفاصل الأساسية والخطيرة والمحطات الحساسة هو أول من يقدم التسويات المطلوبة لإنقاذ البلد وقيام الدولة وحماية المؤسسات، وهذا الأمر يزعج البعض كثيراً لأنهم لا يريدون أن يكون في لبنان إلا دولة تابعة وليست دولة مستقلة ذات سيادة كما يحلم بها كل لبناني مخلص وشريف. آملاً أن نكون جميعاً قد استفدنا من الدرس الذي حصل في اليوميين الماضيين على مستوى تعزيز إنتمائنا الوطني الحريص على استقرار البلد، وأن نعمل جميعاً على تأمين مناخات جدية لولادة حكومة تعيد ثقة المواطن ببلده، وتؤمن له الاستقرار الأمني الذي ينشده، وتعالج احتياجات الناس وما يتطلبه الوضع الاقتصادي الصعب من إصلاحات في هذه الفترة التي يمر بها لبنان.

وفي تعليقه على الدعوة إلى قيام جبهة سياسية بمواجهة الحزب التقدمي الاشتراكي قال: “ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في محاولات البعض باستيلاد وفبركة شخصيات كرتونية في مواجهة المختارة والحزب التقدمي الاشتراكي. ونحن مع احترامنا للتنوع وحرصنا على السلم الأهلي وتفهمنا لكل الارتباطات داخلياً وخارجياً، لن نعتبر هذا الأمر تحدياً لنا بل نضعه في مكانه المطلوب على أنه رسالة وصلتنا لا أكثر”.

وعن محاولة بعض الإعلام النفخ في بوق الفتنة وتصوير البعض على أنهم بموازاة وليد جنبلاط في الندية والمنافسة على زعامة الجبل، لفت إلى أن “الانتخابات النيابية لم يمض عليها سوى سبعة أشهر فقط والجبل كل الجبل أعطى صوته، ولكن بعض الإعلام الموجه والمستكتب الذي يعمل دائماً على قلب الحقيقة وتزويرها يريد أن يزرع في عقول الناس عكس ذلك. الجبل أعطى كلمته لوليد جنبلاط ونقطة على السطر. ولسنا بصدد التقاسم لا مناصفة ولا مثالثة مع أحد. وعن موقف الحزب من تكرار ما حصل في المستقبل لا سمح الله شدد على أن الاستقرار خط أحمر، ولن نسمح لأية قوة مهما علا شأنها استباحة كرامة أهلنا لا في الجبل ولا في أي مكان من لبنان. ونحن دائماً نحتكم إلى الدولة والسلطة السياسية في معالجة أي خلل.

وعن مصير تشكيل الحكومة بعد كل الذي جرى قال: هذا السؤال يجب أن يوجه إلى من يعرقل عملية التشكيل إذا كان الدرس كافياً للمعرقلين، أم أنهم مازالوا يراهنون على معطيات وقضايا جديدة ليست بالحسبان.

“الأنباء” – صبحي الدبيسي