نعم المختارة خط أحمر

سامر ابو المنى

إبان الثورة الشعبية عام 1958 التي بقي فيها الجيش على الحياد جرّد رئيس الجمهورية آنذاك كميل شمعون حملة من رجال الدرك ومقاتلين تابعين لأنصاره لمهاجمة المختارة ومحاولة إعتقال زعيم الثورة كمال جنبلاط.

يومها عاجل قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب الرئيس شمعون بإتصال هاتفي وقال له: “المختارة بالنسبة للدروز يا فخامة الرئيس مثل بكركي بالنسبة للمسيحيين”.

اليوم يعيد وليد جنبلاط تذكير من يعنيهم الأمر ممن يحركون أزلامهم لإستفزاز اهل الجبل والضغط على قرار المختارة بأن “المختارة خط أحمر”.

قد لا يكون المحرضون على الاستفزاز، والعاملون على الدفع بإتجاه الفتنة، يفقهون شيئا عن رمزية “المختارة” وموقعها داخل التركيبة اللبنانية، وداخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وخارج لبنان، وما تعنيه للكثير من اللبنانيين من كل الطوائف. فالمختارة وعبر التاريخ السياسي اللبناني القديم والحديث تشكل حجر الزاوية في التركيبة اللبنانية، فضلا عن انها ركيزة أساسية في بنيان لبنان.

المختارة قلعة وطنية وعربية ممنوع على أحد التطاول عليها أو محاصرتها أو التعرض لكرامتها. والمختارة لمن يجهل رمزيتها وتاريخها عصية على التطويع وعصية على الإخضاع.

نعم المختارة خط أحمر، قالها وليد جنبلاط ويقولها معه كل الشرفاء في الجبل وفي لبنان. وليعد هؤلاء الى التاريخ ليجدوا ان المختارة هي من كانت ترسم الخطوط الحمر، وأنها كانت وستبقى بالإلتفاف الشعبي حولها السد المنيع بوجه من يحاول أخذ البلد الى اتجاهات لا تشبهه، أو الى محاور وأحلاف من شأنها ان تسقط هويته ومعنى وجوده.

فحذار اللعب بالنار، وحذار محاولة المس برمزية المختارة، ومن يدق الباب سيسمع الجواب.

(الأنباء)