عندما تتحكّمُ الرياضة أيضًا بالشارع!

لا يحتاج اللبناني إلى من يدفعه إلى الشارع، فهو وعلى قاعدة “من دون دفّ بيرقص” خيرُ من يجيدُ التعبير عن مطالبه واعتراضاته في الشارع، وهو ما يجده كثيرون أمرًا حيويًّا ومُجديًا لا سيما أن قراراتٍ وقوانينَ عدّة أقرَّت بضغطٍ من الشارع.

اليوم، وبعيدًا من السياسة والشؤون الوطنية التي تمسّ المواطن في صميم يومياته، باتت للرياضة حصّتُها في “إشعال” التظاهرات والتجمّعات المعترضة أو المؤيدة. في الأمس القريب، وتحديدًا ليل الأربعاء، حشد نادي الحكمة المتلاشي أكثر من ألفَي شخص في ساحة ساسين في الأشرفية تحت عنوان واحد: إنقاذ النادي. هذا المثال البسيط الذي أثمر استقالة مبدئيّة للجنة الإدارية بضغطٍ من الشارع خيرُ دليل على قدرة المواطن اللبناني على تغيير مصيره ووضعه متى كان الشارع حليفه.

لا تنتهي الحكاية عند هذه الواقعة، فما جمعه نادي الحكمة كانت تظاهراتٌ ومواجهاتٌ شاهدةً عليه في الأيام الماضية. من ينسى المواجهات الدامية بين جمهورَي ناديَي النجمة والأنصار؟ ومن ينسى مشهدية تكسير مقاعد الملعب بعد خسارة نادي النجمة في مناسبتين في العامين 2015 و2017، ما دفع بالجمهور إلى الاعتراض على منعه من دخول الملاعب ومعاقبته.

لم يعد خافيًا على أحد أن الرياضة التي تشكّل ثقافةً لا تتجزأ من يوميات اللبنانيين سواء في أوساط عشاق كرة القدم أم كرة السلة أم الكرة الطائرة أم حتى الرياضات الفردية، باتت من صُلب شؤونهم اليومية. فلنصرتها يتظاهرون، وعنها يدافعون، ومن أجلها قد يعمدون إلى التخريب. أما الثابتة الوحيدة فتكمن في حقيقة أن السياسة ورجالاتها قادرون على تجييش الشوارع والشوارع المضادة تحت عنوان رياضي، فيما الحقيقة المُعتّم عنها سياسية بامتياز.

رامي قطار- “الأنباء”