نحاس لـ “الأنباء”: نحن في أزمة نظام والمطلوب تغيير كل النهج السياسي

فيما تفوح روائح الفساد وهدر المال العام  في كل مكان وتملأ كل الأرجاء، وآخرها كان تخصيص بلدية بيروت مبلغ مليون دولار لزينة الميلاد وحفلة رأس السنة والقرية الميلادية، في وقت يعيش لبنان أسوأ أزمة إقتصادية مرّ بها في تاريخه. ما زالت عقدة تأليف الحكومة تقف عند توزير أحد النواب السّنة من دون الوصول الى حل لهذه العقدة. ما يعني أن لا حكومة في المدى المنظور. خصوصاً بعد أن رمى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الكرة في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري عقب إجتماعه بنواب اللقاء التشاوري في منزل النائب عبد الرحيم مراد.

وفي السياق، أشار النائب نقولا نحاس في حديث لـ”الأنباء” الى أن “لا أحد كان يتوقع أن تحل عقدة تمثيل هؤلاء النواب في الحكومة بمجرد لقائهم مع باسيل. لأن من يشكل الحكومة بحسب الدستور هو الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهرية. وما يقوم به باسيل يندرج في سياق إستمزاج الآراء لا أكثر ولا أقل، فالواضح أنه لم يحمل أية مبادرة للحل”.

ورأى أن “الأمور ذاهبة الى أزمة طويلة بإنتظار حصول أمر ما يمكن أن يساعد على حل هذه العقدة. ولا شيء واضح بعد يوحي بحل قريب لها، وما زال المدخل الذي يساعد على الحل غير موجود لغاية الأن. فالمقاربات مختلفة بكل المعايير، وكل واحدة منها تشكل أزمة كبيرة جداً على كل الأصعدة”.

وقال: “الوقت الآن أصبح ضدنا وليس معنا. والحل عندما يكون بتشكيل حكومة فضفاضة، هذا يعني إن هكذا حكومة ستكون” بلا طعمة”. المطلوب تغيير المنهج المعتمد وإستبداله بحل جذري لكل النهج السياسي القائم، لأن الحكومة إذا تشكلت بالطريقة التي  يتحدثون عنها سيختلفون على أصغر مسألة أثناء مناقشتها”، مشدداً على تغيير النهج السياسي برمته طالما الكل يعرف ماذا يهددنا.

وتابع: “نحن نعيش في أزمة نظام قائم على التعطيل. وهناك أقلية تريد أن تعطل الأكثرية للوصول الى مؤتمر تأسيسي، وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد. ولو أننا في هذا الوقت لانريد أن نفتح الملفات الكبيرة”.

وعن مخاطر عدم تشكيل الحكومة قبل نهاية السنة على مقررات مؤتمر سيدر، أوضح نحاس بأن “سيدر ليس الحل فالإصلاحات هي الحل”، مستطردا “سيدر كان مؤتمر إصلاحات وعلينا أن نقوم بالإصلاحات قبل كل شيىء. والحل برأيي لا يتم بالجزئيات لأننا لم يعد لدينا القدرة على الحل بالجزئيات فبناء الدولة يتطلب منا أن نغير هذه النظرية المعتمدة منذ العام1992. ولا خيار لنا إلا بتغير النهج لكي تستقيم أمورنا، وإلا سنبقى مكاننا وننتقل من أزمة الى أزمة أكبر منها”.

الأنباء – صبحي الدبيسي