…وانتصر المجرور

كما تضيع الحقيقة في كل استحقاقات هذا البلد، كذلك ضاعت هذه المرة، ولكن في مجرور الرملة البيضاء.
طافت العاصمة بمجاريرها وقامت الدنيا ولم تقعد في البيانات المستنكرة، والنتيجة إخبار ضد مجهول، مجهول جاء بسحر ساحر ذات ليلة وأقفل المجرور.
فالمجرور الواقع على خطوط التماس التي ظن اللبنانيون انها سقطت، انتصر هذه المرة أيضاً بقوة الجغرافيا ربما، أو بإرادة قوى الأمر الواقع.
فأي دولة هذه تلك التي تعجز عن فرض القانون وسلطة القضاء على مجرور؟
أي دولة هي تلك التي تمر 4 أيام على فضيحة كهذه ولا توقف أحداً على ذمة التحقيق ولا يستقيل أي مسؤول من منصبه؟
فكل مسؤول يرمي بالمجرور على آخر ويتهرب من أي مسؤولية، وأما الفاعل فلا يزال متوارياً عن أي محاسبة أو مساءلة.
غريب أمر هذا البلد، ينتصر فيه التعطيل والمحسوبية والفساد وتسلّط مافيات المولدات والأزلام… حتى إن المجرور انتصر.
“الأنباء”