مآثر الفقراء

وهبي أبو فاعور

في عين عطا من قضاء راشيا كان لنا رفيق ملتزم إسمه سلمان حسين حمدان وكان يعتاش من عمله في البناء ومهنته تفجير الصخور، ولما احتلت منطقتنا من العدو الإسرائيلي وجفّت مصادر العمل نتيجة للحصار المضروب على المنطقة المحتلة عانى بعض الضيق وعائلته تتجاوز نصف الدزينة من الأطفال الصغار، في حينها لجأ العميل سعد حدّاد بإيحاء من أسياده الإسرائيليين إلى استحداث قوة أمنية أسماها الحرس الوطني مهمتها رصد حركات الناس وتأمين الأخبار والطرقات لجيش العدو، حاول بعض صغار النفوس من المرتزقة أن يقنعوا الرفيق سلمان بهذه الوظيفة فهي تؤمن له القوت ولا تبعده عن عائلته ولكن سلمان الشجاع ردّ عليهم بكل عنفوان وصدق واضعاً خطة لمحاربة الجوع إذا ما داهمه قائلاً: لن أخون وطني والتزامي بشرف عروبتي حتى لو عمدت إلى ذبح صغير أبنائي وإطعامه للكبير حتى يفرج الله أمري وهكذا حافظ الرفيق سلمان على وطنيته وعروبته والتزامه.

لك الرحمة يا رفيقي، يا رمز الفقراء الكبار في نفوسهم فبك يصح قول المعلم: إنّ الحياة إنتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء.

(الأنباء)