الرسائل الدولية تعكس قلقاً كبيراً… وبعض اللبنانيين “آخر همهم”!

لم يكن ينقص المشهد السياسي المتأزم الذي يضاف اليه مشهد غرق البلد بالأمطار وبزحمة السير وبالأزمات الحياتية اليومية، سوى الانذارات الدولية المتتالية للبنان.

فعقب صدور تقرير البنك الدولي الذي ركز على وجوب إجراء إصلاحات هيكلية ومالية تعيد بناء الثقة لإنقاذ البلد لا سيما في القطاعات الحيوية المتآكلة، جاءت زيارة نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج إلى بيروت، وهي الثانية في أقل من ثلاثة أشهر لتعطي اشارة واضحة للمسؤولين اللبنانيين تحذر من مغبة إهدار المزيد من الوقت والفرص وتشدّد على ضرورة الإسراع في معالجة الأزمة الحكومية للشروع في التصحيح المالي وتنفيذ الإصلاحات على مختلف المستويات.

فبلحاج نقل الى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري قلق المانحين الدوليين، منبهاً إلى خطورة استمرار مراوحة الأزمة السياسية ربطاً بما يترتب عنها من إمكانية خسارة لبنان لأموال «سيدر» وتحويل المانحين وجهة تمويلهم إلى أماكن أخرى إذا تأخر تأليف الحكومة اللبنانية أكثر، فعامل الوقت بات أساسياً في حل المأزق الاقتصادي، مبدياً أسفه لاستمرار لبنان في تضييع الكثير من الفرص بينما التحديات التي يواجهها لا تزال على حالها ولم تتغيّر.

الرسائل الدولية جديّة، غير ان البعض في لبنان يعمل وفق اولوياته هو، لا وفق اولويات يفرضها الواقع المالي والاقتصادي، إن لم نقل وفق اجندات يتقدم فيها الصراع الاقليمي على الحاجة الى ترتيب وضع البلد وتجنيبه كارثة بتنا قاب قوسين منها.

فإلى متى سيبقى لبنان ورقة في لجّة هذا الصراع الذي لا يبدو له افق؟ والى متى سيبقى الشعب اللبناني أسير سياسات المحاور، وهو الذي كفر بالقضايا “الكبرى” وبكل من يحدثه عن “كرامة الأمة”؟!.

إقتصاد البلد في خطر، والتحذيرات الدولية تبدو هذه المرة نهائية، فيما الإشارات المحلية وحدها تكفي لمعرفة أننا نسير الى الهاوية. فيا هذا هل تركتنا نعيش؟

(الأنباء)