نصار لـ”الأنباء”: الحوار لا بد منه للخروج من الأزمة

في غياب الحوار والإتصالات الهادفة الى الخروج من المأزق الحكومي واستمرار المواقف على حالها مع وجود الرئيس المكلف سعد الحريري خارج البلاد. دعا عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار الفريقين المختلفين، فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جهة وفريق نواب سنة 8آذار ومن يدعمهم من جهة ثانية الى الحوار والتفاهم وعدم إضاعة الوقت لأن المهم في الظرف الراهن هو تشكيل الحكومة بغض النظر عما سيأتى من تبعات حولها، فالبلد والناس أهم بكثير من وزير بالزائد أو وزير بالناقص فهذا الوزير أياً كان موقعه.

وقال: “لا أعرف لماذا لم يحصل الحوار حتى الآن، ولا بد من وجود وسطاء وسعاة خير لحل هذه العقدة، كما حلت العقدتان الدرزية والمسيحية – المسيحية من قبل. غامزاً من قناة المؤامرة التي أعدت لإقصاء القوات عن الحكومة، ولكننا لم نلتفت الى الوراء ووضعنا مصلحة البلد فوق كل الإعتبارات الخاصة، لأن موضوع الحقائب بالنسبة لنا أمر ثانوي وعلى هذا الأساس حلت الأمور”.

ورأى أنه لا يرى مانعا من محاورة هذا الفريق والتفاهم معه على المشاركة أو عدمها، بعد أن طالت مدة وجود الرئيس الحريري في الخارج. ولذلك يجب الذهاب الى تشكيل الحكومة بأقصى سرعة ولا يجوز أن تستمر الأمور على هذا النحو. فهناك الكثير من القضايا التي تهم الناس تتطلب معالجة ووجود حكومة، وبالأخص مقررات مؤتر سيدر بعد ان أصبحنا على مشارف نهاية السنة.

وعن مخاطر تشكيل الحكومة من دون النواب السنة المستقلين على الميثاقية في حال رفض حزب الله المشاركة وتضامن حركة أمل معه، رأى أن الأمور لن تصل الى هذا الحد، لأن مصلحة البلد أكبر من كل القضايا الأخرى، وعندها يمكن الذهاب الى مجلس النواب للتصويت على تعويم الحكومة الحالية من أجل أن تمارس عملها وكأنها حكومة شرعية، نافياً من جهة علمه بوجود نص في الدستور يسمح بتعويم الحكومة المستقيلة، ومستدركاً من جهة ثانية بأن الرئيس بري يملك من الفتاوى والحنكة السياسية ما يتيح له تدوير كل الزوايا لاسيما وإن الضرورات تبيح المحظورات. واعتبر أن هؤلاء النواب الذين يدعون بأنهم مستقلين ليسوا بتكتل نيابي واحد، فهم من كتل نيابية معينة وعدد المستقلين منهم أقل من أصابع اليد. وهو ما قد يفتح الشهية لقيام تكتلات طائفية ومذهبية مماثلة. وهناك على سبيل المثال 15 نائبا مسيحيا مستقلا فماذا يمنعهم من المطالبة بتمثيلهم في الحكومة؟

وعن اللقاء المنتظر بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية في بكركي برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، قال: “لقد طال الإنتظار، فقد كان من الضروري حصول هذا اللقاء قبل اليوم لمصلحة البلد ومصلحة جميع اللبنانيين. متوقعاً أن يكون له الصدى الإيجابي المنتظر منه على كافة الصعد السياسية”.

وحول الإرتدات السلبية للعقوبات الأميركية على إيران وتأثيرها على لبنان، عبر نصار عن مخاوفه من تداعيات هذه العقوبات على الساحة المحلية، لأن لبنان دولة لا حدود لها ولا ضوابط أمنية كافية. ولكن بحكمة المسؤولين والقيمين عليها يمكن تدارك المخاطر الإقتصادية المحدقة به، مثمناً الدور الكبير الذي يقوم به حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والحكومة اللبنانية في المحافظة على الإستقرار المالي والنقدي بما يبعث على الإطمئنان والإرتياح في هذا الشأن.

*صبحي الدبيسي- “الأنباء”