ما حقيقة تحذيرات البنك الدولي الاقتصادية؟

تتصدر الأوضاع الاقتصادية في البلاد أولوية اهتمامات اللبنانيين في ظل الظروف المتردية التي وصلت إليها البلاد على وقع الأزمات السياسية الداخلية المتلاحقة والأزمات الإقليمية والدولية وآخرها العقوبات الأميركية على إيران.

وفي هذا السياق، أشار الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة في حديث لـ”الأنبـــاء” إلى أن “ما نحذّر منه بالمطلق كاقتصاديين وخبراء ومسؤولين، بحاجة إلى تصويب، لأنه إذا كان هناك خطر فهو آت من المالية العامة، أما في ما يخص النقد، نحن نعلم أن النقد اليوم مضمون بكم هائل من احتياطيات، إذاً الإشكالية الكبيرة المتواجدة حالياً والتي لا ينتبه إليها المواطنون هي التي تتعلق بالمالية العامة، فالدولة تعيش إنفاقا مفرطاً”.

وتعليقاً على تقرير البنك الدولي الذي وصف حالة لبنان بأنها تصاعد للتحديات والمخاطر، وعما هو مطلوب في ظل خطورة هذا الوضع، قال: “كلمة تحديات صاعدة قوية بعض الشيء اقتصادياً، أما مالياً نعم فالتحديات صاعدة، ونحن لا نتشارك مع البنك الدولي بهذا التقرير، لأنه عندما تستخدم الاستثمار يكبر الاقتصاد تلقائياً، وإذا لم تستخدمه بالنظرية الاقتصادية يعتبر من الخسائر، فنحن لدينا فرص ضائعة؛ كعدم تشكيل الحكومة وخسارة فرص اقتصادية كبيرة، ولكنها ليست تحديات اقتصادية صاعدة. أما التحديات، إذا كانت موجودة، فهي في المالية العامة”.

وتوقف عجاقة عند عدم استدامة النموذج الاقتصادي اللبناني الذي أثبت لنا أنه ليس مستديماً، ولا يستطيع أن يؤمن نموّه باستمرار، فبين عامي 2007 و2011 استثمر اللبنانيون والأجانب في قطاعات ليس لها قيمة مضافة عالية في الاقتصاد، ألا وهي قطاع الخدمات بدلاً من الاستثمار في الزراعة والصناعة والتي لها قيمة مضافة عالية وتؤمن وظائف واستدامة للنمو.

كما توقف عند الشق الإصلاحي من التقرير الذي تطرق إلى ملف الكهرباء، حيث يستخدم لأول مرة في تقرير علمي اقتصادي كلمة نزيف، ما يدل على رداءة الوضع في هذا القطاع وحجم الاستهلاك الكبير من أموال الدولة.

وأشار إلى أن “تقرير البنك الدولي يعتبر أن الفقر غير مقبول في لبنان ويجب العمل من أجل محاربته”، مضيفاً “هناك تراجع في النمو الاقتصادي، لأنه ليس هنالك عدالة اجتماعية لتوزيع الثروات، والمشكلة لدينا أننا لا نقدم الفرص لبعض الأشخاص للدخول في اللعبة الاقتصادية، ووجود نسبة عالية من البطالة، واليد العاملة الأجنبية باتت تضارب على اليد العاملة الللبنانية بشكل كبير، لا سيما من أصحاب المشاريع والأفكار وخاصة من الشباب”.

(الأنباء)