جمال التسوية الجنبلاطية

د. وليد خطار

انحلّت، لم تنحلّ، لا حكومة، تألّفت الحكومة، والبلد على حافة الانهيار ولا من يسأل لا عن الوطن، ولا عن المواطنين.

وفِي خضم هذه التساؤلات وشد الحبال الحكومية من هنا وهناك، جاءت زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى رئيس الجمهورية لبحث المعضلة الحكومية وعرض وجهة نظره في التسوية التي ينادي بها دوماً لحل معضلة التأليف، وما أسموه العقدة الدرزية المصنعة في دمشق تتمة للدور السوري التاريخي في التفتيت والتقسيم على مستوى الوطن. وطالب بحل مشكلة الشويفات وتسليم المجرم من نظام دمشق مع المطلوب من السلطات اللبنانية بمذكرة التوقيف بجريمة سماحة المملوك.

لولا الوضع الإقليمي المتردي، ولولا الوضع الطائفي المأزوم داخلياً بفعل التدخل الإقليمي الذي لا زال يعزف إسلامياً ومسيحياً وسنياً وشيعياً ومسيحياً ـ مسيحياً ودرزياً ـ درزياً، ولولا التجاوب الداخلي مع هذه المعزوفة الجيد إلى حد التماهي، لكنت من أول المطالبين بالعودة الى المعارضة الوطنية التي تربّينا عليها قبل أن تتحول زعامتنا من صانعة الرؤساء إلى بيضة القبان في السياسة اللبنانية. ولماذا نتقاسم الحكم والمسؤولية مع هؤلاء؟
هؤلاء الغارقون في صفقات فاسدة لا همّ لهم إلا تجميع الملايين على حساب هذا الشعب المُعدم.

لماذا وليد جنبلاط وحده حامل الهم الاقتصادي؟ ولماذا اللقاء الديمقراطي ورئيسه يحملون هموم التلوث والماء والصحة والهواء؟ لماذا نحمل هموم الوطن وحدنا ونُجلد من أوباش السلطة على تسمية مقعد وزاري لنا الحق فيه ونتراجع عنه حفاظاً على الوطن والسلم الأهلي؟
نتنازل من حقوقنا ليبقى الوطن. نتنازل من مواقعنا ليحيا الوطن.

ولكن السؤال بمن يبقى الوطن وبماذا يحيا الوطن؟ وهل تركت زاوية إلا ورائحة الصفقات تفوح منها لتزيد من الفساد الذي نعاني منه.

لم نكن مرة نتصرف كأقلية طائفية يريدون حصرنا بها. ولكننا نحن أكثرية وطنية شاء من شاء وأبى من أبى. هذا هو تاريخنا في بناء هذا الوطن الذي يحاولون هدمه وتقاسمه وتناتشه من قبل حديثي النعمة في السياسة والاقتصاد. واليوم أحد نواب اللقاء الديمقراطي النائب نعمة طعمة يعرض بناء محطة كهربائية من دون مقابل خلال سنة ونصف تغذي كل لبنان وليس جبل لبنان.
هل يسمح لأحد ليس من حديثي النعمة، ولَم تتلوّث يداه بأموال الفساد أن يتقدم بمبادرة فردية لحل مشكلة الكهرباء؟
هل يسمح لأحد من الوطنيين، من الخط الجنبلاطي الوطني العروبي، أن يقدّم مبادرة تعود بالخير على هذا الوطن؟؟
وهذا غيض من فيض الفساد الذي نعيش في خضمه، ولا يختصر بهذه الأسطر القليلة، ولكننا نحاول دوماً العودة إلى جمال التسوية للحفاظ على الوطن.

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!

للتذكير وإنعاش الذاكرة!