هذه هي حالنا.. الحمدلله…/ بقلم خالد بركات

رجل زوج إبنتيه..
واحدة بفلاح والثانية بصاحب مصنع فخار ..

سافر الرجل بعد عام ليزور ابنتيه..!!

فقصد أولا ابنته زوجة الفلاح
التي استقبلته بفرح وحفاوة وسرور…
وعندما سألها عن أحوالها قالت: إستأجر زوجي أرضاً واستدان ثمن البذور وزرعها
فإن أمطرت الدنيا فنحن بخير.. وإن لم تمطر فإننا سنتعرض لمصيبة..!!

ترك الرجل إبنته الأولى وذهب إلى زيارة ابنته الثانية زوجة صاحب مصنع الفخار..
التي استقبلته بفرح وسرور
وفي جوابها عن سؤاله التقليدي عن الحال والأحوال
قالت: إشترى زوجي تراباً بالدين وحوله إلى فخار وتركه تحت الشمس ليجف
فإن لم تمطر الدنيا فنحن بألف خير …
وإن أمطرت الدنيا فإن الفخار سيذوب وسنتعرض لمصيبة…
ولما عاد الرجل إلى زوجته أم البنات سألته عن أحوال بناتها!
فقال لها :
{إن أمطرت فاحمدي الله
وإن لم تمطر فاحمدي الله
الحمد لله على كل حال…
وهذا حال الدنيا…
وهذه حالنا إن تشكلت الحكومة أو لم تشكل..

 

**********
نريد واقعاً إنسانياً وطنياً منطقياً شافياً معالجاً مسيرياً حقيقياً اجتماعياً ولنعتبره جديدً يدعم الأمل ..واقعاً نتدرب فيه على المبادرة المسؤولة الوطنية الشاملة والتي لا تنطلق من الفرد المتقوقع المستلذ بنفسه والمتغني بالتعالي والتعنت والكيدية والمزاجية… بل من عمل وطني متماسك كجذوع الأرز…
هذا الكلام يكون وعياً واعياً أو صمتاً… أو ليأتي الكلام من قدسية الصمت ويستقر في مقام الحق والحقيقة والوطن والوطنية..

قديش حلو الكلام البريء بزمن خفت البراءة وكلام الصدق في زمن شحّ الصدق وغبّشت المصداقية وكلام المحبة في زمن ضمور المحبة والشعور المغموس بالألم والعابق بالقلق والأمنيات المحفوفة بالمخاطر والخواطر المكسورة.
في زمن السياسة المحقونة غايات وكيديات وتفضيل على الأنانية والذات وتفصيل قميص على المقاس الخاص… لا على مقاس عباية الوطن التي يجب أن تغطينا جميعاً وهي تعطينا الدفء… أليس أجدى وأرقى أن تكون دروسنا من المدرسة التي علمتنا السياسة هي الفن الممكن … لخدمة وتطوير الإنسان. نعم وأكثر في زمن كل إنسان أو البعض..لا يهمه إلا حسابات حقلو وبيدرو ويطلب ويصلي على حساب طيناتو وفخاراتو وبذراتو ومشاتلو …
وبكل حال منقول انشالله تشتي وربنا يبعت الخير…
ورغم ذلك حمد وشكر…
صحيح بعدها ماخليت
وانشالله ما…. يارب.
هكذا هو بلدنا هل يسير مسيرة العاطفة أم مسيرة شهوات؟.
ولنكن من أبناء الحقيقة في معناها العميق الكثيف المرعد، وتتلاقى القلوب مع العقول. وهكذا دورها دائماً تعبيرياً.. الذهن لا يخلق… الذهن يستوعب…
اللهم..
الله يبعت الخير عاكل خلايقو ويغسل القلوب من الكراهية ويبذر محبة وإنسانية ومروج من الزهور كلها وطنية…